في اليوم الذي ودع وزير الصحة الإيراني، سعيد نمكي، منصبه رسميا برسالة اعتذر فيها للشعب طالباً العفو، توفي أكثر من 700 مصاب بفيروس كورونا، حيث نقلت صحيفة "آرمان ملي" بعض ردود الفعل مما كتبه نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي على صفحاتهم تجاه الوزير الذي طلب العفو، أحدهم قال: "أختي وأمي وأبي توفوا بسبب أخطائك كيف أعفو عنك؟". 

وجعلت صحيفة "آفتاب يزد" عددها اليوم باللون الأسود والأبيض وعلى صفحتها الأولى عدد "709"، وهو عدد وفيات يوم أمس، مطالبة بإعلان حداد وطني.

أما صحيفة "إيران" الحكومية فخلت صفحتها الأولى من الإشارة لهذا العدد المتزايد لقتلى كورونا، وكان اهتمامها الأول لجلسات منح الثقة لوزراء إبراهيم رئيسي في البرلمان، رغم أنه بات معروفا أن جميع الوزراء المرشحين، باستثناء واحد أو اثنين، سيحصلون على تصويت بالثقة، بغض النظر عن برامجهم وماذا يحملون.

صحيفة "جمهوري إسلامي"، التي يديرها رجل الدين المعتدل مسيح مهاجري، تريد الإبحار عكس توجه النظام. فالصحيفة تصر على تسمية طالبان بالإرهابيين، حيث كتبت تقريرا على صفحتها الأولى تحت عنوان: "جبهة المقاومة في بنجشير تجهز لخوض الحرب أمام قوى الإرهاب الطالباني".

 وكتبت صحيفة "كيهان"، المقربة من المرشد، في مقال تقارن فيه بين الوضع في إيران وأفغانستان: "ما يحدث في أفغانستان اليوم هو نتيجة الوثوق بـغير الأكفاء الذين وثقوا، بحماقة، في الأجنبي وأصبحوا طعمة له .. الحمد لله "يوجد مرشد أعلى في إيران".

وعقب اختراق الكاميرات الأمنية في سجن إيفين بطهران، لم يعلق أي من المسؤولين لمدة 3 أيام، حتى اعتذر رئيس مؤسسة السجون يوم أمس عن الحادث.

ورغم صمت الصحف الموالية للنظام عن ما تم كشفه في إيفين عبر مقاطع الفيديو، كشف بعض الصحف غير الرسمية عما يحدث للسجناء خلف جدران سجن إيفين.

 فصحيفة "جهان صنعت" في حديث مع محامين وخبراء اعتبروا اعتذار رئيس مؤسسة السجون في إيران غير كاف، ودعت الصحيفة إلى الملاحقة الجادة والتعامل مع جميع المسؤولين في السجن، وأن هذا هو أقل ما يتوقعه الرأي العام. وتقول الصحيفة إن ما يهم الناس اليوم ليس عن كيفية تسريب هذه المقاطع من السجن، بل الجواب على سؤال لماذا يحدث مثل هذا التعذيب في السجون؟

وإليكم تفاصيل بعض ما جاء في بعض الصحف الأخرى:

"جوان": عدد وفيات كورونا 7 أضعاف الرقم الرسمي

صحيفة "جوان"، المقربة من الحرس الثوري، أشارت إلى "الإحصاء الرسمي لعدد وفيات كورونا الذي تجاوز 100 ألف شخص"، وكتبت نقلًا عن كوروش هلاكويي نائيني، أستاذ علم الأوبئة بجامعة طهران للعلوم الطبية: "إن عدد الوفيات 7 أضعاف الرقم الرسمي، وحتّى سبتمبر (أيلول) 2020، كانت التقديرات بنحو 350 ألف وفاة".

ونقلت "جوان" عن أستاذ علم الأوبئة، دون الإشارة إلى قرار خامنئي بحظر استيراد اللقاحات المنتجة في الولايات المتحدة وبريطانيا: "يجب محاكمة المسؤولين في اللجنة الوطنية لمكافحة كورونا لسوء الإدارة، كما يجب أن يتم الإغلاق وفق الأحكام العرفية".

وحذرت الصحيفة المقربة من الحرس الثوري، نقلًا عن الأستاذ في علم الأوبئة، من التبعات الأمنية لموجة كورونا الجديدة على النظام الإيراني، وكتبت: "يجب أن نعرف أن البلد في خطر، وأن الرصيد الاجتماعي للنظام ينتهي، لذا يجب السيطرة على المرض في هذه الأشهر الأربعة [المقبلة]".

"إيران": بيع وشراء اللقاحات سرا على أسطح المنازل

في تقرير لها، أشارت ترانه بني يعقوب، مراسلة صحيفة "إيران"، إلى بيع لقاحات "موديرنا" و"جونسون آند جونسون" و"سترازينيكا" سرًا على أسطح المنازل أو في القبو، وأن ثمن العبوة يصل إلى 5 ملايين ونصف المليون تومان لكل جرعة من لقاح سترازينيكا.

وبحسب التقرير، فإن الأشخاص الذين اشتروا اللقاحات وحقنوها أظهروا لها صورة لزجاجة اللقاح الفارغة مكتوب عليها كلمة "كوفاكس".

وتساءلت الصحيفة.. كيف عرفوا السوق الحرة والتهريب؟ من الممكن بالتأكيد المتابعة وليس من الصعب الوصول إلى الفروع الرئيسية، لكن لا أحد مسؤول، والناس ينتظرون في الطابور للحصول على لقاح عالي الجودة. 

ووفقا لمراسلة الصحيفة، فإن "أسعار اللقاحات في السوق الحرة مرتفعة جدًا، وإذا كان لديك المال، يمكنك شراء جميع أنواع اللقاحات! وهذا يعني الفساد المطلق".

"سازندكي": يجب محاسبة المسؤولين عن انتهاكات سجن إيفين

نشرت صحيفة "سازندكي"، مقالًا للمحامي عماد الدين باقي، حول الفيديوهات المسربة لسجن إيفين وتعذيب السجناء. وشدد باقي في المقال على أن تقليص المسؤولية عن هذا الحادث إلى رئيس منظمة السجون يعد خطرا، لأن حوادث مماثلة حدثت مرات عديدة في سجوننا، بل أدت في بعض الحالات إلى وفاة السجناء، مثل وفاة زهراء كاظمي وستار بهشتي ومأساة كهريزك.

ويعتقد باقي أنه يجب إلقاء اللوم على العديد من المسؤولين في هذا الحادث الإجرامي ولا ينتهي الأمر بالاعتذار.

كما تحدثت الصحيفة مع أحمد زيد أبادي، صحافي وسجين سابق، والذي تعرض هو نفسه لمثل هذا السلوك العنيف في السجون الإيرانية، واقترح مرارًا على المسؤولين القضائيين أنه مستعد لإعداد تقرير عما يحدث بالفعل في السجون، لكنهم لم يولوا اهتمامًا لمقترحه.

كما اقترح زيد أبادي على إبراهيم رئيسي أن يطالب بالعفو العام كرئيس، وخاصة الإفراج عن جميع المعتقلين الأمنيين والسياسيين، لأنه يعتقد أن ذلك سيكون فعالًا في تليين وتغيير أجواء المجتمع.

"آرمان ملي": حكومة بوزراء عديمي الخبرة.. تكرار لفترة أحمدي نجاد

أجرت صحيفة "أرمان ملي" مقابلة مع إسماعيل کرامي مقدم، النائب السابق في البرلمان، حول الوزراء الذين رشحهم الرئيس الإيراني.

ويقول کرامي مقدم في هذه المقابلة: "البعض يرى أنه إذا حصل هؤلاء على ثقة أعضاء البرلمان، فإن تجربة حكومة أحمدي نجاد قد تتكرر، إذ سيضطر الرئيس إلى إقالة بعض الوزراء بعد شهور قليلة بسبب أدائهم الفاشل".

وأضاف أن نفس الشيء حدث في حكومة أحمدي نجاد، في ذلك الوقت أيضًا، كان البرلمان متحالفًا مع حكومة أحمدي نجاد، لهذا السبب صوتوا لصالح الوزراء المقترحين، ولكن بعد فترة، وبعد أن رأى أحمدي نجاد الأداء الضعيف لهؤلاء الوزراء، استبعدهم وأتى بأشخاص آخرين. لكن بعد فترة، وبعد رؤية الأداء الضعيف لهؤلاء الوزراء، أقالهم  نجاد وجاء بأشخاص آخرين.