ثلاثة عناوين كانت هي الأهم في صحافة اليوم الأربعاء: إصدار حكم الإعدام ضد مدير قناة "آمد نيوز" التلغرامية.. واجتماع مجلس الأمن الذي حضره جواد ظريف.. وانفجار عيادة طبية شمالي طهران أسفر عن مصرع 19 شخصًا على أقل تقدير.

الصحف الأصولية اعتبرت نتائج اجتماع مجلس الأمن نصرًا جديدًا للجمهورية الإسلامية، رغم أن جميع ممثلي الدول الـ15 تقريبًا طالبوا إيران بالالتزام بتعهداتها النووية، ناهيك باتهام بعضها لإيران بدعم الإرهاب والميليشيات.

صحيفة "ابتكار" كان عنوانها الأول: "مجلس الأمن الدولي في صف إيران ضد الولايات المتحدة". فيما جاء العنوان الأول لصحيفة "خراسان": "الولايات المتحدة في الحجر الصحي لمجلس الأمن الدولي".

أما في موضوع انفجار العيادة الطبية، شمالي طهران، فقد اكتفت الصحف بالقدر الذي استطاعت نقله قبل ذهابها إلى المطبعة، دون تحليل ودون تطرق إلى تفاصيل الحادث الذي لا يزال غامضًا حتى الآن.

وكان  عنوان الصفحة الأولى لـ"آفتاب يزد" الإصلاحية لافتًا، حيث اختارت من بين المواضيع الساخنة في إيران والعالم عنوانًا تهكميًا لوضع البرلمان الإيراني الذي سيطر عليه الأصوليون: "تشكيل كتلة العدس البرلمانية".

وفي موضوع اقتصادي، سجلت أسعار الذهب في إيران اليوم رقماً قياسيًا، بعد أن وصل سعر أوقية الذهب إلى 9 ملايين تومان إيراني، الأمر الذي سيترك تأثيرًا على الأسعار لكافة السلع والبضائع اليومية للمواطن.

اهتمت بعض الصحف الصادرة اليوم الأربعاء بهذا الارتفاع في أسعار الذهب في إيران، حيث عنونت صحيفة "أبرار اقتصادي" بـ: "رقم قياسي جديد.. أوقية ذهب واحدة بـ9 ملايين تومان".

وناقشت "جهان صنعت" في تقرير لها أسباب هذا الارتفاع في الذهب والعملات الأجنبية وانهيار العملة المحلية الإيرانية.

أما صحيفة "اسكناس" فعنونت بـ: "انهيار القدرة الشرائية للمواطنين"، وقالت إن تراجع قيمة العملة المحلية سيؤدي إلى فقدان المواطن للقدرة الشرائية، مستشهدة برأي الخبير الاقتصادي هاشم مظفري، الذي أكد أن القدرة الشرائية للناس قد تراجعت في الشهور الثلاثة الأخيرة 40 في المائة، وأوضح أن الموظف الذي يتقاضى راتبا محددا لن يستطيع أن يسدد تكاليف حياته بالأسعار التي تشهد ارتفاعا مستمرا.

وفي موضوع قضائي وحقوقي غطت كثير من الصحف خبر حكم الإعدام الصادر بحق روح الله زم، مؤسس موقع وقناة "آمد نيوز" على "التلغرام". واکتفت  الصحف بذكر الخبر دون الحديث عن تفاصيله وتحليلة، فعنونت "رسالة" بــ: "جاء حكم المحكمة"، فيما عنونت "اسكناس" بـ: "زم في المحطة الأخيرة"، أما صحيفة "حمايت" التابعة للسلطة القضائية فقالت: "الحكم على زم بالإعدام"، وأوضحت على لسان المتحدث باسم القضاء أن هذا الحكم ليس نهائيًا ويمكن استئنافه. وقالت "آرمان ملي": "حكم بالإعدام ضد البطل الوهمي". فيما عنونت "ابتكار" بـ: "روح الله زم على مقربة من الإعدام".

ووفقًا لما ذكره المتحدث باسم القضاء، فإن المحكمة وجهت إلى زم 13 اتهامًا من اتهامات "الإفساد في الأرض"، وأصدرت الحكم بإعدامه. ومن التهم الأخرى الموجهة ضد روح الله زم: التجسس لصالح فرنسا وإسرائيل. وفي غضون ذلك، أكد المتحدث باسم القضاء الإيراني أن الحكم "ليس نهائيًا وقابل للاستئناف"، وأن زم يمكنه الاستئناف عليه، لكي تتم إحالة القضية إلى المحكمة العليا.

وعن إقرار الصين لقانون الأمن القومي المثير للجدل بشأن هونغ كونغ اختلفت مواقف الصحف المقربة من الحكومة عن الصحف الأصولية، حيث وصفت "جهان صنعت" هذا القرار من الحكومة الصينية بأنه "موت للديمقراطية"، وأنه سيخلق تغييرات عميقة في حياة المواطنين في المدينة، كما أنه سيؤدي إلى موجة جديدة من الصراع بين الصين والولايات المتحدة الأميركية وحلفائها الغربيين.

أما صحيفة "سياست روز" الأصولية فكان موقفها مختلفا تماما، حيث بدت مرحبة بهذا القانون، وعنونت: "نهضة بكين لإسقاط لغز الانفصال الأميركي".

ويمكننا الآن مُطالعة تفاصيل بعض الأخبار في صحف اليوم...

"كيهان": أزمة السكن لا علاقة لها بكورونا أو العقوبات

نشرت "كيهان" الأصولية المقربة من المرشد تقريرا مفصلا عن وضع السكن في إيران بعد ارتفاع كبير شهده هذا القطاع أدى إلى ظهور حالات غير مسبوقة، مثل تأجير أسطح المنازل، أو استئجار عائلتين لشقة واحدة.

وعنونت "كيهان" بخط عريض: "على الحكومة أن تشمّر عن ساعد الجد.. لا علاقة للمسكن بكورونا والعقوبات". وقالت الصحيفة في هذا الخصوص: "في الوقت الذي نرى فيه الحكومة تحاول أن تربط المشاكل الاقتصادية بأزمة كورونا أو العقوبات الأميركية إلا أن دراسة قضية السكن تكشف أن ارتفاع أسعار المسكن ليس لها علاقة بأزمة كورونا أو قضية العقوبات الاقتصادية".

وحملت الصحيفة هذا الوضع للحكومة، وقالت: "يجب أن نبحث عن أسباب هذه القضية في سياسات الحكومة خلال السنوات السبع الماضية التي تهربت فيها من البناء والعمران، بحجج وذرائع مختلفة".

وأشارت الصحيفة إلى تفاقم وضع السكن بحيث بات الحديث يدور حول إنشاء وحدات سكنية لا تتجاوز مساحتها 25 مترا، في حين كان روحاني نفسه يصف المنازل الصغيرة التي أنشأتها الحكومة السابقة بـ: "علبة الكبريت".

"صداي اصلاحات": اقتصاد إيران في خدمة الأثرياء فقط! .. و80% من الإيرانيين يعيشون ظروفًا صعبة

ناقشت صحيفة "صداي اصلاحات" الوضع الاقتصادي المتفاقم في إيران وارتفاع الأسعار الذي بلغ في معظم المجالات 4 أضعاف خلال السنتين الأخيرتين، وهو ما حرم كثيرا من الأسر والعوائل من توفير أساسيات حياتها. ونقلت الصحيفة تصريح أحد الاقتصاديين، حيث قال: "إن الشرخ المجتمعي في السنوات الأخيرة بدأ في الازدياد وكل ثري أصبح أكثر ثراء، وإذا قسمنا المجتمع إلى 10 أعشار فإن ثمانية أعشار منه يعيشون ظروفا صعبة".

وقال الخبير الاقتصادي شقاقي شهري إن أساس المشكلة الاقتصادية في إيران أن النظام الاقتصادي قد أسس وفق مصلحة الأثرياء فقط، ولم يصمم لمصلحة الطبقات الدنيا من المجتمع، مؤكدا أن الأنظمة الاقتصادية الثلاثة وهي النظام الضريبي والنظام البنكي والنظام التمويني تحتاج إلى إصلاح جذري.

"بهار": إيران ليست طهران وحدها.. أدركوا الأهواز!

تطرقت صحيفة "بهار" المقربة من التيار الإصلاحي إلى أزمة شبكة الصرف الصحي التي يعاني المواطنون في الأهواز ذات الأغلبية العربية من تبعاتها الصحية والبيئية. واستشهدت الصحيفة بصورة لأطفال صغار يلعبون في مجاري الصرف الصحي في أحد الأحياء السياحية بمدينة الأهواز، وانتقدت الصحيفة هذا الوضع في الأهواز التي تعد الشريان النفطي لإيران. كما تتمتع المدينة بخصوبة في الأراضي ووفرة في المياه إلا أنها تعاني الفقر والإهمال منذ سنين طويلة.

وأوضحت الصحيفة أن إيران ليست شمالي العاصمة فقط، ولا ينبغي أن يترك المواطنون البعيدون عن المركز دون رعاية واهتمام، وأكدت أن المدن والمناطق الحدودية يمكن لها أن تلعب دورا محوريا في الاقتصاد والسياحة، ولا سيما الأمن والاستقرار في البلاد.

وبينت الصحيفة أن هذا الإهمال من جانب الحكومات يؤدي إلى الفقر الاقتصادي، وللتغلب على هذا الوضع يضطر الكثير من المواطنين للهروب إلى العاصمة بحثا عن لقمة العيش وهو ما يشكل ضغطا اقتصاديا ومشاكل متعددة يمكن أن نجد جذورها في المدن والمحافظات المهمشة.