أكدت وكالة "أسوشييتد برس"، اليوم الأحد 15 نوفمبر (تشرين الثاني)، تقريرًا نشرته صحيفة "نيويورك تايمز"، حول مقتل أبو محمد المصري، المسؤول الثاني في "القاعدة" على يد عملاء إسرائيليين، بالعاصمة طهران، في أغسطس (آب) من هذا العام. وأضاف التقرير أن الولايات المتحدة قدمت معلومات حول مكان وجود الرجل الثاني في القاعدة لعملاء الموساد.

وكانت صحيفة "نيويورك تايمز" قد ذكرت، أمس السبت، نقلاً عن مسؤولين في المخابرات الأميركية، أن عملاء إسرائيليين قتلوا الرجل الثاني في تنظيم القاعدة، وأرملة نجل بن لادن، في شارع باسداران في طهران، قبل 3 أشهر، بطلب من الولايات المتحدة.

وفي المقابل، نفى المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية هذا النبأ، أمس السبت. فيما قال 4 مسؤولين حاليين وسابقين في المخابرات الأميركية لوكالة "أسوشييتد برس" إن الولايات المتحدة وإسرائيل عملتا سويًا لتعقب وقتل أحد كبار قادة القاعدة في طهران.

وقال اثنان من مسؤولي المخابرات الأميركية لوكالة الأنباء، إن الولايات المتحدة قدمت معلومات حول مكان وجود أبو محمد المصري واسمه المستعار للإسرائيليين، وقام عملاء إسرائيليون بعملية القتل. كما أكد المسؤولان الأميركيان مقتل أبو محمد المصري، لكنهما لم يقدما تفاصيل محددة حول كيفية مقتله.

وذكرت وكالة "أسوشييتد برس" أن أحد مسؤولي المخابرات، الذين كان لديهم معلومات مباشرة عن العملية، وعميل سابق في وكالة المخابرات المركزية، الذي كان لديه معلومات حول الحادث، قالا إن أبو محمد المصري قُتل على يد "كيدون" وهي الوحدة الخاصة بجهاز المخابرات الإسرائيلي (الموساد).

وبحسب التقرير، فإن "كيدون"- وتعني "حربة" باللغة العبرية- هو اسم وحدة الموساد التي ابتكرت على مر السنين أساليب فريدة للتسلل إلى دول معادية، وقتل المعارضين الإسرائيليين دون ترك أي أثر.

وأكد مسؤولو المخابرات أن مريم ابنة أبو محمد المصري كانت من بين المستهدفين. وقال مسؤول استخباراتي أميركي إن مريم، وهي أيضًا أرملة نجل بن لادن، كانت متورطة في التخطيط لعمليات تنظيم القاعدة.

يذكر أن حمزة بن لادن، نجل زعيم القاعدة أسامة بن لادن وخليفته، تم قتله في أغسطس (آب) من العام الماضي، خلال عملية أميركية لمكافحة الإرهاب على الحدود الباكستانية الأفغانية.

وحتى الآن، رفضت وكالات الاستخبارات الأميركية، وكذلك مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الذي يشرف على الموساد، رفضوا إعلان موقف رسمي بشأن هذه القضية.

وقد أفادت وكالة "أسوشييتد برس" بأنه نظرًا إلى الحالة الصحية السيئة لزعيم تنظيم القاعدة الحالي، أيمن الظواهري، فإن أبا محمد المصري كان يحظى بفرصة جيدة بين المرشحين المستقبليين لقيادة هذا التنظيم.

وذكرت صحيفة "نيويورك تايمز" أمس السبت، أن عبد الله أحمد عبد الله، المعروف باسم أبو محمد المصري، تم قتله على يد اثنين كانا يستقلان دراجة نارية في شارع باسداران في طهران يوم 7 أغسطس (آب) الماضي، في ذكرى هجمات 1998 على السفارتين الأميركيتين في نيروبي ودار السلام. وقد قتل هو وابنته مريم أرملة حمزة بن لادن في هذه العملية.

وفي وقت سابق، ذكرت وسائل إعلام إيرانية، يوم 7 أغسطس (آب) الماضي، أن مواطنتين لبنانيتين، حبيبة داود، أستاذة التاريخ البالغة من العمر 58 عامًا، وابنتها مريم البالغة من العمر 27 عامًا، قتلتا بأربع رصاصات في شارع باسداران بالعاصمة طهران.

وكتبت وكالة "مهر" للأنباء أن سائق دراجة نارية أطلق في هذا الحادث 5 رصاصات "من جانب السائق"، أصابت أربع منها  السيارة  المستهدفة"، أما الرصاصة الخامسة فقد "أصابت سيارة أخرى" كانت تمر في الطريق. وأضافت الوكالة أن المرأتين كانتا تستقلان سيارة بيضاء من طراز L90 ، ووقع الحادث الساعة التاسعة من مساء يوم الجمعة.

ومع ذلك، نفى المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية، سعيد خطيب زاده، "بشدة" أمس السبت "مزاعم" القتل، و"أي وجود لأعضاء التنظيم في إيران"، ردًا على تقرير "نيويورك تايمز".