احتجّ المواطنون في مدن مختلفة من محافظة خوزستان، جنوب غربي إيران، ليل الجمعة، لليوم الثاني على التوالي، ضد نقص المياه، ومشاريع النظام لنقل مياه خوزستان، وإجبار سكان هذه المحافظة على "الهجرة القسرية".

وفي الليلة الثانية من احتجاجات خوزستان، نزل الأهالي في مدن الحميدية ومعشور والخفاجية/سوسنكرد والشوش وشادغان (الفلاحية) ومناطق كانتيكس وعين دو في الأهواز وعدد من مدن المحافظة الأخرى إلى الشوارع للاحتجاج على نقص المياه، كما انضمت مدينة الحويزة إلى الاحتجاجات.

وشهدت مدينة سوسنغرد (الخفاجية)، مساء أمس الجمعة، احتجاجات واسعة ضد نقص المياه لليوم الثاني على التوالي، وتظاهر محتجون في أزقة المدينة وتجمعوا في ساحة بلدية سوسنغرد.

وفي الليلة الثانية للاحتجاجات، هتف المتظاهرون في الخفاجية بشعارات مثل "هيهات منا الذلة"، و"لا للتهجير القسري".

متظاهرو الخفاجية للمحافظ: انظر إلى المظاهرات

وفي الفيديو المرسل إلى "إيران إنترناشيونال"، قال أحد المواطنين لمحافظ خوزستان وهو يصوّر مظاهرات ليل الجمعة لأهالي هذه المدينة: "أيها المحافظ، انت الذي قلت ليست هناك مظاهرات، انظر إلى المظاهرات". کما نشرت مقاطع فيديو مشابهة على وسائل التواصل الاجتماعي.

وكان المعترضون يشيرون إلى تصرْح محافظ خوزستان قاسم سليماني دشتكي، الذي وصف صباح الجمعة فيديوهات الليلة الأولى، مساء الخميس، في مختلف مدن المحافظة بـ"المزورة"، قائلا: "إنهم ينشرون مقاطع مزورة لإثارة الناس. على سبيل المثال، لم تكن هناك احتجاجات في خرمشهر وسوسنغرد (الخفاجية)، ولكن يتم نشر مقاطع قديمة".

كما انضم أهالي الحويزة، مساء الجمعة، إلى احتجاجات المدن الأخرى في خوزستان ضد مشاريع نقل المياه، حيث تجمعوا في ساحة هذه المدينة ورددوا هتافات احتجاجية.

وتجمع عدد من المواطنين في مدينة الرفيع ليل الجمعة إلى مظاهرات المياه وتظاهروا في شوارع المدينة.

وفي الليلة الثانية من الاحتجاجات على نقص ونقل المياه في خوزستان، أغلق المتظاهرون بعض الطرق الرئيسية في المحافظة، فقام عدد من المتظاهرين بقطع طريق الأهواز - الشوش في منطقة سيد عباس بإحراق الإطارات.

وأفادت مصادر محلية بأن قوات الأمن والشرطة أطلقت الغاز المسيل للدموع والرصاص على المتظاهرين الذين اغلقوا طريق الأهواز- الشوش.

كما أغلق عدد من المتظاهرين طريق كوت عبد الله - الأهواز، مساء الجمعة، احتجاجا على نقص المياه.

كذلك تظاهر عدد من الشباب في منطقة كانتكس وعين دو. وفي مدينة الأهواز نفسها تظاهر عدد من المواطنين، ليلة الجمعة، احتجاجًا على نقص المياه.

وشهدت معشور أيضا تظاهرات حاشدة لأهالي هذه المدينة، مساء الجمعة وفجر السبت، لليوم الثاني على التوالي، احتجاجا على التجفيف ونقل المياه.

مقتل شاب بإطلاق الشرطة الغاز المسيل للدموع على المتظاهرين

إلى ذلك، استمرت المظاهرات لليلة الثانية على التوالي في مدينة شادكان/الفلاحية. وتشير التقارير إلى إصابة طفل بالغاز المسيل للدموع الذي أطلقته وحدة الشرطة الخاصة، خلال احتجاجات ليل الجمعة في هذه المدينة.

وأكد قائمقام مدينة الفلاحية/شادكان  مقتل شاب في احتجاجات ليلة الجمعة لكنه عزى ذلك لما وصفه "مثيري الشغب" وقال لوكالة ارنا ان "المشاغبين اطلقوا النار في الهواء لحث الناس مما أدی إلی إصابة هذا الشاب الذي کان مشاركًا ومقتله.

كما نُشرت تقارير غير رسمية عن إصابات لعدد من المتظاهرين، وفي إحدى الحالات وفاة أحد المتظاهرين بسبب إطلاق النار المباشر من قبل قوات الأمن، لكن هذا الخبر لم يتأكد بعد.

وبالإضافة إلى إرسال عدد كبير من سيارات القوات الخاصة وعناصر الأمن إلى مدن خوزستان، في الليلة الثانية للاحتجاجات، تم الإبلاغ عن عدة حالات من إطلاق الرصاص والغاز المسيل للدموع من قبل قوات الأمن تجاه المتظاهرين. 

وفي الليلة الثانية من احتجاجات أهالي الحميدية على نقل المياه، دخل المزيد من القوات الخاصة إلى المدينة. وفي الوقت نفسه- وفي مقطع فيديو حصلت عليه "إيران إنترناشيونال- قال أحد المحتجين: "تم إرسال القوات الخاصة لترهيب الناس، لكننا معتادون وهذه ليست المرة الأولى لنا، فنحن لا نخاف والاحتجاجات سوف تستمر".

"نقص المياه في خوزستان" أمام اجتماع رؤساء السلطات الثلاث

وعقب الاحتجاجات التي شهدتها مدن خوزستان لليلة الثانية، عقد مقر إدارة الأزمات في المحافظة اجتماعا مساء الجمعة. وقال رئيس مجلس نواب خوزستان في الاجتماع، إن نقل المياه تسبب في ان تصل محافظة خوزستان الى هذا الوضع. وأضاف أن "أمن خوزستان بات الآن في خطر بسبب أخطاء بشرية وقرارات خاطئة".

من جهة أخرى، قال قاسم سليماني دشتكي، محافظ خوزستان، إنه تم إصدار أمر بإعداد خطة للسيطرة على أزمة نقص المياه في المحافظة، ومن المقرر دراسة "أزمة مياه خوزستان في اجتماع السلطات الثلاث" قريبا.