تشاهد صفحة من الموقع القديم لـ Iran International لم تعد محدثة. قم بزيارة iranintl.com لعرض الموقع الجديد.

التفاوض الأميركي الإيراني المحتمل.. دون شروط مسبقة

 

رحب دونالد ترامب، خلال زيارته الأخيرة لليابان، يوم 27 مايو (أيار) الماضي، باقتراح طوكيو للتوسط من أجل حل الخلاف بين الولايات المتحدة وإيران، من خلال التفاوض، وقال في اجتماعه مع رئيس الوزراء الياباني شينزو آبي: "يمكن لإيران أن تكون دولة عظمى مع نفس القيادة، أريد أن أقول بصراحة إننا لا نسعى لتغيير النظام. نحن نسعى فقط لمنع الأسلحة النووية".

وبعد يوم واحد فقط، أوضحت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأميركية، مورغان أورتيغا، فيما يتعلق بتصريحات ترامب: "لا يزال الضغط والعقوبات القصوى مطروحين على الطاولة. وإذا أخذ قادة إيران شروط بومبيو الـ12 على محمل الجد، فإن الحكومة الأميركية مستعدة للتفاوض".

تصريح المتحدثة باسم الخارجية الأميركية وإن کان يشرح، على ما يبدو، تصريحات ترامب في طوكيو، ورغم أنه جاء ردًا على سؤال صحافي للسيدة أورتيغا عما إذا كان الموقف الأميركي ضد إيران قد تغير، غير أن التصريح، في الوقت نفسه، يبدو أنه کان رد فعل على تصريحات وزارة الخارجية الإيرانية، التي أعلنت قبل ساعات قليلة، في أعقاب التغییر الواضح في موقف ترامب من التفاوض مع النظام الإيراني: "الجمهورية الإسلامية لا ترى أفقًا للتفاوض مع الولايات المتحدة".

هذا الموقف الأخير للرئيس الأميركي من التفاوض، بغض النظر عن التغير الجذري المثير للدهشة في تعامله مع إيران، وعلى الرغم من أن مثل هذا التحول ليس مستغربًا إذا ما وضع بجوار مواقف ترامب غير المستقرة، لكن إذا تم النظر إليه بوصفه تصريحًا، وليس مجرد دعاية ديماغوجية، فهناك عدة افتراضات حوله:

أولًا: هناك اختلاف جوهري بين سياسات رئيس الولايات المتحدة بشأن إيران، وسياسة وزير الخارجية مايك بومبيو، ومستشار الأمن القومي جون بولتون، ولعلّ خلافات من هذا النوع، هي التي أشعلت الشائعات حول احتمال إقالة بولتون من قبل ترامب، في هذه الأيام.

ثانيًا: من المرجح أن الرئيس الأميركي أبدى مرونة أكثر من موقفه السابق الحاد تجاه الجمهورية الإسلامية الإيرانية بسبب أن الرأي العام الأميركي قد توصل إلى استنتاج مفاده أن سياسة ترامب بالانسحاب الأحادي الجانب من الاتفاق النووي والعقوبات الصعبة والمتزايدة ضد الشعب الإيراني قد أججت التوترات الإقليمية، وزادت من احتمال نشوب صراع عسكري واسع النطاق بين إيران والولايات المتحدة لأعذار واهية، الأمر الذي من شأنه أن يتسبب في اندلاع حرب شاملة لأي خطأ قد يصدر من قبل أي طرف من الطرفين، الإيراني أو الأميركي، ما يجعل كلا طرفي النزاع يتضرر بشكل لا يمكن تعويضه، على الرغم من أن عواقب حرب محتملة مع الولايات المتحدة ستكون بالنسبة للجمهورية الإسلامية الإيرانية أكثر تكلفة بكثير.

ثالثًا: تصريحات ترامب في طوكيو يمكن أن تکون استمرارًا لنفس المواقف المتشددة السابقة ضد إيران، ولكن بلغة دبلوماسية أكثر نعومة وتصالحية، سعيًا إلى اتباع سياسة العصا والجزرة نفسها، من أجل إقناع الجمهورية الإسلامية بالتفاوض؛ خاصة عندما أدرك البيت الأبيض أن لدى إيران رغبة قوية في حل النزاع مع الولايات المتحدة، حتى لو كان ذلك عبر محادثات سرية أو عبر نوع من حشد اللوبيات الأميركية، كما في السابق.

 

المحادثات السرية والوساطة

بعد إعلان استعداد سلطنة عمان، التي تملك تاريخًا طويلاً من الوساطة بين طهران وواشنطن، أعلنت اليابان أيضًا، في خطوة غير مسبوقة، أنها مستعدة للعب دور في الحد من التوترات بين إيران والولايات المتحدة، من خلال جلب البلدين إلى طاولة المفاوضات.

من ناحية أخرى، فإن العراق أيضًا أعلن استعداده بجدية للقيام بذلك، لأنه يعلم أن اندلاع حرب شاملة بين صديقته إيران والولايات المتحدة، يمكن أن تكون له عواقب وخيمة على الشعب العراقي، خاصة أن ذكريات حَرب الإنهاك بين إيران والعراق لا تزال حية في أذهان شعبها.

وبغض النظر عن دور الحكومات الوسيطة- والتي أضيفت سويسرا إليها مؤخرًا- في إجراء مفاوضات بين الولايات المتحدة وإيران، فإن المحادثات السرية غير الرسمية، كما رأينا في الماضي، يمكن أن تلعب دورًا رئيسيًا في الحد من خطر التوترات بين طهران وواشنطن.

وعلى الرغم من أن علي خامنئي، رأس هرم السلطة، كان يدعي دائمًا أنه يعارض التفاوض مع البيت الأبيض، وعلى الرغم من إعلانه موقفًا غير متوازن؛ لا حرب ولا حوار؛ ورغم تصريحه الأخير بأن "الحوار سُم"، لكن الحقيقة أن ما حصل حتى الآن في الاجتماعات غير الرسمية بين المسؤولين الإيرانيين والأميركيين، هو نوع من التفاوض.

لقد كانت صحيفة "بوليتيكو" أوَّل وسيلة إعلامية تكشف لقاء ظريف مع النائبة الديمقراطية البارزة ديان فينشتاين، وهو اللقاء الذي أكدته فيما بعد وزارتا الخارجية الإيرانية والأميركية، في رحلة ظريف إلى نيويورك قبل بضعة أسابيع.

اللافت أن هذه السيناتورة الديمقراطية البارزة والكبيرة، ذات ثقل كبير بين الساسة في أميركا، حيث كانت نائبة في لجنة الاستخبارات بمجلس الشيوخ، والآن هي سيناتورة ديمقراطية لنحو ثلاثة عقود.

وزير الخارجية الإيراني، الذي يعرف دور فينشتاين المؤثر، اجتمع معها على طاولة عشاء، على أمل إحراز تقدم في الحد من التوترات بين إيران والولايات المتحدة، في هذا الظرف الحرج، نظرًا للمكانة البارزة لهذه السيناتورة الديمقراطية عن ولاية كاليفورنيا، ولا سيما مواقفها الانتقادية الشديدة لترامب.

وقد حذرت ديان فينشتاين في صحيفة "يو إس إيه توداي" البيت الأبيض يوم 15 أغسطس (آب) 2017، قبل تسعة أشهر تقريبًا من انتهاك الاتفاق النووي من قبل ترامب، وقالت: "حافظوا على الاتفاق النووي مع إيران، واستفيدوا من دروسه لكوريا الشمالية.. إذا انتهك ترامب الاتفاق النووي مع إيران، فلن يصبح أمننا أكبر. كيف تثق كوريا الشمالية بالولايات المتحدة إذا ترك ترامب- دون مبرر- الاتفاق النووي مع إيران؟

وعلى الرغم من أن حسن روحاني قال أيضًا إنه في الوضع الحالي، لا يمكن التفاوض مع الولايات المتحدة، لكن الترحيب بزيارة وزير الخارجية العماني إلى طهران يشير إلى أن الجمهورية الإسلامية الإيرانية مضطرة للتسوية مع حكومة ترامب؛ لأنه بغض النظر عن تزايد احتمال نشوب حرب بين إيران والولايات المتحدة مع استمرار وتنوع العقوبات الأميركية، فإن النظام الإيراني لا يملك وسيلة أخرى من أجل الوقوف أمامه.

 

نتيجة الحرب المحتملة.. تدمير إيران أم العراق؟

كتب دونالد ترامب، ردًا على إطلاق صاروخ كاتيوشا على المنطقة الخضراء في بغداد، يوم 19 مايو (أيار) الماضي: "إذا كانت إيران تريد حربًا، فستكون هذه هي النهاية الرسمية لإيران".

وبغض النظر عن هذه النظرة غير المعقولة وغير الدبلوماسية لترامب، والتي لا تختلف كثيرًا عن أدبيات قاسم سليماني تجاه الأميركيين، لسوء الحظ، فإن الحقيقة هي أنه في حالة نشوب حرب بين إيران والولايات المتحدة، ورغم أن القوات الأميركية ستتضرر بشكل جدي في المنطقة، كما أن مصالح أميركا في العالم بأسره، لا سيما في العراق وأفغانستان وسوريا ولبنان، ستكون في خطر شديد، في ظل وجود قوات تقاتل بالنيابة عن الجمهورية الإسلامية، لكن شعبنا الإيراني سوف يرى أضرارًا لا يمكن إصلاحها، والتي ستكون أثقل بكثير من آثار الحرب العراقية الإيرانية.

وبينما لا يمكن تجاهل تهديد ترامب بتدمير إيران، فقد أعلن مقتدى الصدر في هذه الأيام، في أوج التوترات بين طهران وواشنطن، على "تويتر"، أن "الحرب بين أميركا وايران ستكون نهاية العراق فيما لو دارت رحاها". وبعد تحذيرات هذا الزعيم الشيعي في العراق، تظاهر عدد كبير من أنصاره في الأيام الأخيرة في شوارع بغداد وعدة مدن أخرى.

ورغم أنه لا يبدو أن أيًا من الطرفين يبحث عن حرب، ولكن في ظل الأجواء المتوترة والحساسة الحالية، فإن أي ذريعة، مثل انفجار في خط أنابيب النفط السعودي أو عمل تخريبي في أربع ناقلات في ميناء الفجيرة، والتي اتهمت الجمهورية الإسلامية بالقيام به، يمكن أن تشعل نار حرب غير مرغوب فيها.

في الواقع، تعد المفاوضات بين إيران والولايات المتحدة حيوية حتى لو لم تضع إيران في موقع عادل. وبالتالي، يبدو أنه نظرًا لحساسية هذا الإطار الزمني، فإن الولايات المتحدة ليست حريصة بشكل كامل على مراعاة شروط مفاوضات بومبيو الـ12 مع إيران، كما أن الجمهورية الإسلامية الإيرانية لم تعد قادرة على التمسك بعودة البيت الأبيض للاتفاق النووي كشرط مسبق لأي مفاوضات.

 

صحافي ومحلل سياسي
إيران بالمختصر
ذكرت صحيفة "همشهري" الإيرانية أن بعض الأشخاص، ومن خلال وصولهم إلى أنظمة وزارة الصحة، يقومون بإصدار شهادات لقاح "استرازينكا" مزورة بمقابل يتراوح ما...More
قال صدر الدين عليبور، مدير منظمة إدارة النفايات في بلدية طهران، إن المنظمة قررت استبدال صناديق النفايات الموجودة في طهران بصناديق مغلقة؛ حتى "لا...More
أعلن محمود نيلي، رئيس جامعة طهران، عن إرسال رسالة إلى رئيس السلطة القضائية في إيران، غلام حسين محسني إجه إي، من أجل الإفراج عن الطالب السجين كسرى...More
ذكرت صحيفة "شرق" أنه لا يمكن للإيرانيين المقيمين في جورجيا العودة إليها. وكتبت أنه حتى الإيرانيون الذين يحملون جوازات سفر وبطاقات إقامة جورجية ظلوا...More
أفادت وسائل إعلام هندية عن إيقاف زورق إيراني يحمل هيروين. وكانت وسائل إعلام هندية قد قالت إن حرس الحدود وشرطة مكافحة الإرهاب ضبطوا زورقًا إيرانيًا...More