قدمت الناشطة المدنية، سبيدة قليان، اليوم السبت 18 يناير (كانون الثاني)، إيضاحات حول كيفية انتزاع الاعترافات القسرية من السجينات المحتجات على الحجاب الإلزامي، وقد وصفت قليان هذه الضغوط بأنها "حرب نفسية ومشروع لصناعة الأفلام".

وخلال سلسلة من التغريدات نشرتها اليوم السبت على صفحتها في "تويتر"، أضافت قليان: "في وقت سابق، نشرت وسائل إعلام تابعة لأجهزة الأمن مقطع فيديو قصيرًا اتهمت خلاله ياسمين آرياني، ومنيرة عربشاهي، وصبا كردافشاري، وفرشته ديدني، ومجكان كشاورز، بأنهن يتلقين أوامر بشكل مباشر من مسيح علي نجاد (الناشطة في مجال حقوق المرأة).. وجملة القول إن فحوى هذا المقطع كان الادعاء بأن هؤلاء النساء هن ضحية خداع مسيح علي نجاد وبواسطتهن وصلت الأخيرة إلى هذا المستوى من الشهرة والثروة".

وأكدت قليان أن "عملية الاستجواب وخلافًا لظاهر اسمها وكما يفسرها الرأي العام، فهي ليست مجرد عملية أسئلة وأجوبة"، موضحة: "إن جزءًا من الاستجواب الذي يقوم به المحقق يدور دائمًا حول تدمير سمعة الأشخاص المؤثرين على فكر المتهم. وبالتالي يمكن اعتبار هذا المقطع استجوابًا عامًا لجميع أولئك الذين لا يعتقدون ولا يرغبون في الحجاب الإلزامي، حيث انتشار وسريان الوحشية والقمع إلى قعر هواتفكم المحمولة".

وتساءلت قليان: عن "ما وراء هذه الحرب النفسية؟"، مردفة أنه أثناء اعتقالها في سجن قرجك تم نقل آرياني وعربشاهي وكرد افشاري وديدني وكشاورز من زنازين الحرس الثوري الانفرادية إلى سجن قرجك، وذلك بعد الاستجوابات المطولة. وبعد تهديدهن بالقتل الصامت ووضع المكياج لهن وإجراء الإعداد المسرحي المحترف والأساسيات الأخرى لصنع فيلم قصصي منهن، تم انتزاع الاعترافات القسرية والتسجيلات الصوتية منهن جميعًا. على أن تكون الفحوى العامة للفيلم أن هؤلاء النساء لم يعتقدن أصلا بإلغاء الحجاب الإلزامي وأنهن خلعن حجابهن بتوجيهات من مسيح علي نجاد".

وأكدت الناشطة المدنية سبيدة قليان أن "هذه المزاعم محض كذب"، مضيفة: "إنهن لم يخضعن حتى في سجن قرجك ورامين إلى الحجاب الإلزامي. وذلك الفيلم لم يزل بحوزة الحرس الثوري كأداة للتهديد ليتم نشره في الوقت المناسب. وبالتالي يمكن اعتبار مقطع الفيديو المنتشر بأنه جزء من مشروع صناعة الأفلام؛ عرض ترويجي لفيلم قصصي!".

وتابعت قليان أن "الألعاب الأمنية ليست نهاية المطاف. الشعب هو من يحدد النهاية".

وكانت كل من ياسمين آرياني، ومنيرة عربشاهي، ومجكان كشاورز، قد تم إلقاء القبض عليهن على خلفية انتشار مقطع فيديو في اليوم العالمي للمرأة في مارس (آذار) الماضي بشكل واسع على الفضاء الافتراضي.

وتظهر كل واحدة من هؤلاء السيدات في المقطع وهن يقدمن الزهور إلى النساء في مترو الأنفاق دون ارتداء الحجاب.

يشار إلى أن السلطات الأمنية الإيرانية كانت قد اعتقلت سابقا في أبريل (نيسان) كلا من آرياني وعربشاهي وكشاورز، بتهمة "التشجيع وتوفير متطلبات الفساد والدعارة والتجمع والتواطؤ للعمل ضد الأمن القومي".

وأصدرت محكمة الثورة في طهران أحكامًا منفصلة بالسجن لأكثر من 55 عامًا في المجموع، بحق هؤلاء الناشطات المدنيات.

كما قامت فرشتة ديدني بتسجيل مقطع فيديو في مترو طهران، دعت خلاله النساء إلى تحدي "خلع الحجاب في المترو"، وطالبت بالإفراج عن جميع المحتجات على الحجاب الإلزامي، ولكن تم اعتقالها في 5 يونيو (حزيران) الماضي.

وقبل بضعة أيام من اعتقال ديدني، تم اعتقال صبا كرد افشاري أيضًا بتهمة "نشر الفساد والدعارة من خلال خلع الحجاب والتجول من دونه".