جدل حول الانتخابات البرلمانية في إيران.. وتوقعات بعزوف شعبي
دعا الناشط السياسي والصحافي الإيراني، أحمد زيد آبادي، مساء الثلاثاء 22 أكتوبر (تشرين الأول)، إلى تعليق وتعطيل التيار الإصلاحي في إيران، بسبب "عدم كفاءته" على مدار العقدين الماضيين.
جاءت تصريحات زيد آبادي خلال مناظرة مع تاج زاده، مساعد وزير الداخلية الإيراني في حكومة الرئيس الأسبق محمد خاتمي، في مقر وكالة "إنصاف نيوز"، حيث انتقد هذا الناشط السياسي عدم كفاءة التيار الإصلاحي والتناقض الموجود في تصرفات الإصلاحيين، قائلا: "أعيدوا بناء أنفسكم من خلال النشاط في المجالات الأخرى مثل الأمور الخيرية والثقافية".
كما انتقد إصرار الإصلاحيين على خوض غمار الانتخابات والسلطة، قائلا: "أعتقد أن جشع امتلاك السلطة باعتبار أنها توفر الكثير من الامتيازات، من آفات جميع الحركات الاجتماعية في إيران خلال تسعة عقود الماضية".
واعتبر زيد آبادي أن قدرة المؤسسات الانتخابية ورئاسة الجمهورية في إيران "محدودة"، مضيفًا أن "القرار في القضايا الرئيسية بما فيها الملف النووي كان خارجًا عن سلطة رئيس الجمهورية في جميع الحكومات".
وتابع أن "ما قام به الإصلاحيون حتى الآن، أنهم أبعدوا فقط ضغوط المجتمع في الداخل والضغوط الدولية عن المسؤولين وتحملوها هم".
وفي معرض إشارته إلى فشل حكومة روحاني، قال زيد آبادي، مخاطبًا تاج زاده: "أنتم، الإصلاحيين، لا يمكنكم التنصل من المسؤولية عن تلك الأزمات، لقد جاءت هذه الحكومة إلى السلطة بتصويتكم ودعمكم لها".
ووصف دخول الإصلاحيين إلى السلطة ومنافسة التيار الحاكم في النظام بأنه يؤدي إلى "الانسداد السياسي" في البلاد.
يذكر أن زيد آبادي كانت له مواقف إصلاحية، وتم سجنه 6 أعوام بعد احتجاجات 2009 ونفيه وحرمانه من أي نشاط سياسي لخمس سنوات.
تاج زاده: ربما عزف الشعب عن المشاركة غاضبًا لكنه سيعود
من جهته، قال تاج زاده ردًا على انتقادات زيد آبادي: "معارضو السياسات الإصلاحية لم يقدموا حلا بديلا، ومع ذلك ينصحوننا بالمكوث في بيوتنا".
وفي معرض إشارته إلى استياء الشعب من الأوضاع الراهنة، أضاف تاج زاده أن "عدم مشاركة المواطنين في الانتخابات سببه الاستياء، وأنهم إذا لم يصوتوا الآن، فإنهم سيأتون بعد سنتين وسيصوتون".
وتابع: "سنصل إلى السلطة ونعمل، واذا لم يُسمح لنا بالعمل فسوف نبلغ الشعب".
واعتبر تاج زاده مرة أخرى أن الأوضاع الحالية "حساسة"، مضيفًا أن أحادية السلطة ستؤدي إلى "حرب أهلية".
تجدر الإشارة إلى أن تاج زاده من المنظرين الإصلاحيين البارزين ومنتقدي التيار المتشدد في إيران، وقد أدت مواقفه وآراؤه إلى سجنه عدة مرات، آخرها اعتقاله لأكثر من تسعة أشهر، بعد احتجاجات 2009 العارمة في إيران.