خاص لـ"إيران إنترناشيونال": مكتب المرشد يهدد أسر ضحايا الطائرة الأوكرانية ويمنعهم من تأبين الضحايا
قال مصدر مطلع لقناة "إيران إنترناشيونال" إنه مع اقتراب الذكرى السنوية لإسقاط الطائرة الأوكرانية بصواريخ الحرس الثوري الإيراني، ضغط مسؤولون في مكتب المرشد، خلال اتصالات هاتفية، على أسر ضحايا الطائرة الأوكرانية لعدم إقامة مراسم تأبين للضحايا.
وبناءً على هذا التقرير، أجرى المسؤولون الأمنيون في إيران خلال الأيام الماضية اتصالات متكررة مع أسر الضحايا وتحديد مواعيد لمقابلتهم، وأخبر الأشخاص الذين كانوا يعرّفون أنفسهم بأنهم ممثلون قضائيون من مكتب خامنئي، أخبروا الأسر بأنهم إذا كانوا يعتزمون إقامة مراسم تأبين لأقاربهم، فينبغي عليهم أن يتركوا الأمر على عاتق قوات الباسيج والحرس الثوري.
وقال المصدر إن أفراد الأسر الذين عارضوا هذا القرار، تعرضوا للتهديد.
وأشار المصدر إلى أن عناصر القوات الأمنية تصرفوا بشكل مهين مع عدد من العائلات التي كانت تخطط لإقامة مراسم التأبين على مقابر أقاربها، وقالت لهم القوات الأمنية: كيف تأكدتم من أننا دفنا أولادكم تحت هذا الحجر؟ هل رأيتم الجثامين بأعينكم؟".
يشار إلى أن عددًا من الأسر لم يطيقوا رؤية الفحص الطبي لأجساد أبنائهم بسبب الإصابات الجسيمة على الجثامين التي نجمت عن سقوط الطائرة، ولهذا السبب كانوا قد سمحوا بدفن أقربائهم دون رؤية الفحص النهائي.
يذكر أنه في العام الماضي وعقب إسقاط الطائرة الأوكرانية بصاروخ الحرس الثوري، أقيمت مراسم التأبين والتشييع بتدخل من جانب الحرس الثوري والقوات الأمنية والعسكرية.
وبعد مرور عام على إسقاط الطائرة الأوكرانية ومقتل جميع ركابها، أصدر الحرس الثوري الإيراني بيانا بهذه المناسبة لم يشر خلاله إلى إطلاق صواريخه على الطائرة في العام الماضي، وقال إن الحادثة نجمت عن "مغامرات أميركية".
الأسر لم تطالب باعتبار المتوفين شهداء
وأشار أحد أقرباء أسر ضحايا الطائرة الأوكرانية، الذي رفض الكشف عن اسمه، إلى إجراء النظام الإيراني باعتبار 127 شخصًا من الركاب "شهداء"، قائلا إن هذه الأسر لم ترغب في هكذا إجراء، ولم تتابع هذا الأمر حتى.
وأوضح أن الأمر يعود إلى الوقت الذي قامت فيه الحكومة بتغيير الروتين الإداري، عندما تابعت الأسر في العام الماضي قضايا استلام شهادات وفاة أقربائهم، وبعد ذلك اضطرت الأسر لاستلام الشهادة من مؤسسة الشهداء الإيرانية.
ولفت المصدر المطلع إلى أن الأهالي تفاجأوا بإعلان أن أبناءهم "شهداء" لعدم وجود تنسيق معهم.
استمرار التعذيب والضغوط
كما تشير التقارير إلى استمرار وتشديد ضغوط القوات الأمنية التابعة للحرس الثوري على أسر الضحايا في إيران، خلال الأسابيع الأخيرة.
وقال مصدر مطلع على أوضاع أسر الضحايا، في تصريح أدلى به إلى ''إيران إنترناشيونال''، إن أفراد هذه العائلات تعرضوا في بعض الحالات للتعذيب الجسدي، وتم نقلهم إلى أماكن مجهولة دون علم أسرهم، وتعرضوا أيضا لضغوط نفسية وجسدية. ولم يتم تسليم مقتنيات ركاب الطائرة الأوكرانية.
وأشار مصدر آخر مقرب من الأسر إلى أن المقتنيات الشخصية للعديد من المسافرين لم يتم تسليمها حتى الآن إلى عائلاتهم.
وأكد أن مكان احتجاز المتعلقات الشخصية للركاب لا تزال مجهولة أيضًا، بما في ذلك الحواسيب المحمولة، وهاردات الكمبيوتر الخارجية، والذهب والمجوهرات والساعات، وغيرها من المقتنيات.