طالبت مسؤولة السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي، فيديريكا موغيريني، اليوم الأربعاء 17 يوليو (تموز)، طالبت إیران، مرة أخری، بالالتزام بالاتفاق النووي، وحذرت من أن انتهاك إيران للاتفاق سيجعل من الصعب على إيران العودة إلیه.

وقالت موغيريني في كلمة ألقتها في الاجتماع التمهيدي للاتحاد الأوروبي حول الوضع في منطقة الخلیج: "أريد أن أقول بکل وضوح، كلما سارت إيران في هذا الاتجاه، كانت العودة أكثر صعوبة، من الناحیة التقنیة".

وأوضحت: "طلبنا من إيران واضح للغاية، كما كان من قبل، وهو أن تعود إلى التنفيذ الكامل لهذا الاتفاق"، مضيفةً: "إن الوضع في الشرق الأوسط، دون وجود الاتفاق النووي، سيكون أكثر تعقيدًا وأصعب مما هو عليه الآن".

كما أكدت موغيریني على أن تصرفات إيران ما زالت "قابلة للتراجع" في هذه المرحلة، وأنه لا يوجد ما يشير إلى "قرار أو نية" إيران بالعودة إلى البرنامج النووي.

يذكر أنه قبل يوم واحد فقط، قال المرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية، علي خامنئي، إن الأطراف الأوروبية لم تف "بتعهداتها الـ11" بينما امتثلت الجمهورية الإسلامية لالتزاماتها.

ووصف خامنئي الحكومات الأوروبية المشارکة في الاتفاق النووي بـ"الوقحة"، لحثها إيران علی عدم خفض التزاماتها النوویة، وقال: "بعد أن بدأنا في خفض التزاماتنا، تقدموا. هذا جيد، إنهم وقحون".

وفي أعقاب انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق النووي، العام الماضي، واستئناف العقوبات الملغاة، فشلت المفاوضات بين إيران والدول الأوروبية، حتی الآن، في الوصول إلى نتيجة نهائية من أجل استفادة جمهورية إيران الإسلامية من فوائد الاتفاق.

وقامت إيران مؤخرًا، بالرد على العقوبات، عبر رفع مستوى تخصيب اليورانيوم الخاص بها إلى مستوى أكثر من الحد المسموح به في الاتفاق النووي، كما هددت بوقف المزيد من الالتزامات إذا استمرت العقوبات.

وقال خامنئي: "أنتم أيها الأوروبيون لم تفوا بأي من التزاماتکم، فبأي حق تريدون منا أن نلتزم بالتزاماتنا؟".. اعلموا أننا بدأنا تقليل التزاماتنا، وستستمر هذه العملية بالتأكيد".

وفي المقابل، قالت موغيريني إن "الأولوية الأولى" هي الحفاظ علی الاتفاق النووي، بما يتماشى مع أمن أوروبا والعالم بأسره، مضيفةً: "لا نريد تفاقم التوترات العسكرية في منطقتنا، ولا نريد أن نرى سباق تسلح نووي في منطقة تشهد بالفعل الكثير من التوترات".

وأكدت موغيريني أنه من دون الاتفاق النووي، سيكون الوضع في منطقة الشرق الأوسط "أكثر تعقيدًا بكثير من الوضع الحالي". وأوضحت: "حتى أولئك الذين كانوا يشككون في هذا الاتفاق، يدركون اليوم أن الوضع سيكون أسوأ بكثير دون ذلك". هذا ما سمعته في كل محادثاتي، خاصة مع زعماء منطقة الخليج".

وحذرت موغيریني من أنه "في منطقة الشرق الأوسط المتوترة، قد تحدث أخطاء في التقديرات تؤدي إلى صراعات خطيرة للغاية".

وأضافت: "بالتالي، نحن الأوروبيين ندعو جميع الجهات الفاعلة ذات الصلة إلى أقصى درجات ضبط النفس والتفكير العقلاني.. لذلك، بذلنا كل جهد ممكن لحماية هذا الاتفاق منذ انسحاب الولايات المتحدة من جانب واحد".