بعث المخرج الإيراني البارز جعفر بناهي، اليوم الجمعة 13 أغسطس (آب)، برسالة طالب خلالها المرشد الإيراني، علي خامنئي، بالرد على قراراته وتصريحاته حول فيروس كورونا والأزمة الناجمة عن ذلك في البلاد.

يشار إلى أن "بناهي" هو أول شخصية إيرانية داخل البلاد أكدت أن المرشد الإيراني يلعب الدور المباشر في قرارات البلاد الرئيسية بما فيها أزمة كورونا.

ونشر "بناهي" على صفحته في تطبيق "إنستغرام" مقتطفات من تصريحات خامنئي، وتساءل: ألم يَحِن الوقت لهم ليردوا على تصريحاتهم المتناقضة؟ وهل يستحق تعريض حياة 85 مليون نسمة في إيران للخطر ووفاة مئات الآلاف الرد عليها؟

وكان المرشد الإيراني قد منع في يناير (كانون الثاني) الماضي استيراد اللقاحات الأميركية والبريطانية إلى البلاد، مؤكدًا على إنتاج اللقاح المحلي، ولكن مع تفاقم أزمة كورونا خلال الأسابيع الماضية في إيران، اعتبر خامنئي يوم الأربعاء الماضي 11 أغسطس الحالي، كورونا بأنها القضية "الأولى والفورية" في البلاد، داعيًا إلى توفير اللقاح بأي شكل ممكن.

وسبق أن وصف خامنئي مرض كورونا بأنه "مرض عابر"، وقال: "لا نعتقد أن هذه المصيبة كبيرة للغاية، وهناك مصيبة أكبر من هذه أيضًا. يمكنهم حل العديد من المشاكل من خلال الدعاء والتوسل".

وكتب المخرج بناهي على صفحته في "إنستغرام": "يريدون بشتى الطرق التستر على عدم كفاءة النظام في السيطرة على كورونا بذريعة عدم الامتثال للبروتوكولات الصحية من قبل الشعب، أو إلقاء اللوم على المسؤولين الذين لا سلطة لهم في قرارات البلاد الكبرى. بينما ومنذ الأيام الأولى، حدد المرشد جميع السياسات بهذا الخصوص".

جدير بالذكر أن المسؤولين الإيرانيين يرفضون الإشارة إلى الدور المباشر للمرشد الإيراني في اتخاذ القرارات الجزئية والكلية لإيران، وهو الدور الذي أصبح أكثر بروزًا خلال السنوات الماضية، ولكن هذا الموضوع كثيرًا ما أشارت إليه وسائل الإعلام الأجنبية، كما أكد العديد من المسؤولين الأجانب على دور خامنئي الرئيسي في إيران والدور الفرعي للحكومة في البلاد.

وأشار المخرج بناهي إلى تصريحات خامنئي، وكتب: اعتبر [خامنئي] في البداية فيروس كورونا بأنه كذبة، وتزامنًا مع الجهود العالمية لاتخاذ إجراءات احترازية لتفشي الفيروس، بذل خامنئي قصارى جهده لجعل الموضوع غير مهم. ولما تنافس زعماء الدول على شراء اللقاح، أمر المرشد بمنع شراء اللقاحات المعتمدة [من قبل وزارة الصحة العالمية]. والآن وبعد أن قللت معظم البلدان وحتى دول المنطقة من عدد الوفيات عبر حقن اللقاح في الوقت المناسب، تم في إيران تطعيم 4 في المائة من السكان فقط، ونشهد أكبر عدد من حالات الوفاة يوميًا.

وفي معرض إشارته إلى التصريحات الأخيرة للمرشد الإيراني، أوضح "بناهي": أكد المرشد مؤخرًا أن كورونا هي القضية الأولى والفورية في البلاد، وعلى الرغم من أن كلامه هذا فات أوانه بعد وفاة مئات الآلاف من المواطنين، ألم يحن الوقت ليقوم خامنئي بالرد على تصريحاته المتناقضة لمرة واحدة حتى؟.

وسجلت إيران خلال الأسابيع الأخيرة أرقامًا قياسية جديدة لحالات الوفاة والإصابات الناجمة عن فيروس كورونا، وحذر العديد من المسؤولين الصحيين في مختلف المدن الإيرانية من نقص الدواء والمستلزمات العلاجية والطاقم الطبي في البلاد.