طهران تقرر تقديم مساعدات معيشية.. ونشطاء: كيف يمكن قضاء شهر كامل بـ100 ألف تومان (4 دولارات)؟
عقب قرار الحكومة الإيرانية بتقديم مساعدات معيشية للشعب بمبلغ 100 ألف تومان (4 دولارات) شهريًا، من أجل تعويض الخسائر الاقتصادية الناجمة عن أزمة كورونا، وجه نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي سؤالا إلى الرئيس الإيراني، حسن روحاني، مفاده كيف يمكنهم قضاء شهر كامل بهذا المبلغ وسط ارتفاع التكاليف المعيشية.
وكان روحاني قد أعلن، اليوم الأربعاء 18 نوفمبر (تشرين الثاني)، خلال اجتماع الحكومة أن "ثلث المجتمع" سيتلقى حزمًا معيشية بمبلغ 100 ألف تومان للشخص الواحد، لمدة 4 أشهر.
ويأتي الإعلان عن هذا القرار عشية إجراء خطة الإغلاق لمدة أسبوعين للحد من تفشي فيروس كورونا في إيران، والتي أثارت مخاوف بشأن إغلاق أعمال المواطنين وإضعاف سبل عيشهم.
وانتقد العديد من النشطاء على وسائل التواصل الاجتماعي القيمة المنخفضة لهذه الحزم المعيشية، وسألوا روحاني عن كيفية إدارة حياة بهذا المبلغ الضئيل لفترة شهر كامل.
وأشار رجل الدين المعارض، وحيد هروآبادي إلى خط الفقر في إيران (7.5 مليون تومان)، قائلا: "هل تمنحون مديريكم أيضًا هذه الحزم المعيشية؟".
كما كتب رئيس مركز التجارة العالمي في إيران، محمد رضا سبز علي بور: "شهريًا 100 ألف تومان يعني 4 دولارات؟!".
وتساءل مواطن آخر: "ليخبرني أحد منكم كيف يمكن قضاء شهر كامل بمبلغ 100 ألف تومان؟".
ومن المقرر أن يحصل المشمولون بالحزم المعيشية على هذا المبلغ حتى مارس (آذار) المقبل.
ومع تدهور الأوضاع المعيشية في إيران، كان مجلس ممثلي العمال الإيرانيين قد أعلن في وقت سابق أن خط الفقر لأسرة تتكون من 4 أشخاص يصل إلى "10 ملايين تومان" كما قال المفتش في المجمع المذكور إن "نصف سكان إيران" تحت خط الفقر.
ازدواجية المعايير لدى الحكومة الإيرانية
ومن جهة أخرى، انتقد المستخدمون سلوك الكيل بمكيالين من قبل المسؤولين الحكومين فيما يتعلق بتقديم الحزم المعيشية للشعب.
وأشار مستخدم باسم روح الله إلى رسالة رئيس منظمة التخطيط والميزانية الإيرانية، محمد باقر نوبخت التي بعث بها إلى رئيس البرلمان، وقال فيها إن الشعب يطلب من المسؤولين "إلغاء العقوبات" بدلا من تقديم "المساعدات والدعم الحكومي".
وتساءل روح الله: "هل تعتبر هذه المساعدات المعيشية من قبل الحكومة، مساعدة أم لا؟".
كما كتب طه باقري، خبير تقنية المعلومات، في حسابه ساخرًا: "إن الأموال التي تخرج من الحكومة لصالح اللصوص تسمى اقتصادا. ولكن عندما يصل الدور على الشعب تنغلق الأبواب".
في الوقت نفسه صوب بعض البرلمانيين الإيرانيين سهام انتقاداتهم إلى هذا الموضوع، فكتب مجتبى رضا خاه، النائب عن مدينة طهران على حسابه في "تويتر": "لنغض الطرف على أن الحكومة وقبل أيام لم يكن لديها الموارد اللازمة لتنفيذ خطة البرلمان المعيشية، والآن عثرت على تلك الموارد، ولكن العجيب في الأمر، كيف أصبحت المساعدات والدعم الحكومي مهمين ومشروعين جيدين بعدما كانا سيئين؟".
كما لفت كل من نظام الدين موسوي، النائب عن مدينة طهران، وحسن شجاعي، نائب رئيس المادة 90 في البرلمان الإيراني، لفتا إلى هذا الموضوع أيضا، حيث أشارا إلى معارضة الحكومة لخطة البرلمان الأخيرة لتقديم المساعدات المعيشية التي قال المتحدث باسم الحكومة الإيرانية، علي ربيعي، إنها ستؤدي إلى جعل حياة الناس أكثر صعوبة".
وفي غضون ذلك، طالب بعض النشطاء بالكشف عن مصدر تمويل هذه المساعدات الحكومية.