أفادت مصادر طبية إيرانية، اليوم الاثنين 20 مايو (أيار)، بوفاة ما لا یقل عن 5 أشخاص، منذ الخمیس الماضی، في محافظة أصفهان، بسبب تناول المشروبات الكحولية المصنوعة يدويًا والتي تحتوي على مادة الميثانول، كما أفادت المصادر نفسها بتسمم 20 شخصًا في هذه المحافظة.

وأعلنت رئيسة جامعة أصفهان للعلوم الطبية، طاهرة جنكيز، أن كل هؤلاء الأفراد كانوا دون سن 35 عامًا، کما لقیت امرأتان مصرعهما إثر تناول هذه المواد الكحولية، مضیفة أن الأشخاص المتسممين تتم حاليًا معالجتهم في المستشفى.

کما سبق وتسمم أکثر من 100 شخص، في أبريل (نيسان) الماضي، بسبب تناول المشروبات الكحولية المصنوعة يدويًا، في إحدى مدن محافظة آذربيجان الشرقية، فيما أعلن مساعد رئيس جامعة العلوم الطبية في تبريز، حجت بورفتحي، عن نقل 238 شخصًا للمستشفى، بسبب تناول الكحول، قائلا إن 10 أشخاص، حتى الآن، لقوا حتفهم، بسبب تناول المشروبات الكحولية السامة في هذه المحافظة.

ووفقًا للإحصاءات المنتشرة من قبل منظمة الطوارئ الإيرانية، فقد تسمم 974 شخصًا، منذ سبتمبر (أيلول) وحتى نوفمبر (تشرين الثاني) 2018، بسبب تناول المشروبات الكحولية، فيما لقي 85 شخصًا من هؤلاء حتفهم. وقد حدثت معظم حالات التسمم والوفاة في محافظات البرز، وطهران، ومرکزي، وفارس، وكردستان، وکهکیلویه وبوير أحمد، وهرمزجان، وخراسان الشمالیة، وقزوين، إلى جانب عدد من المحافظات الأخرى.

وبلغت ذروة أعداد حالات الوفاة، بسبب تناول المشروبات الكحولية، خلال التسعة أشهر الأخيرة، إلى حد وصفت فيه بعض وسائل الإعلام في طهران هذه الظاهرة بـ"تسونامي" ضربت أمواجه عددًا من المحافظات الإيرانية.

وقال بعض المسؤولين في إيران، بمن فيهم قادة قوى الأمن الداخلي والسلطات القضائية إن الأفراد الباحثين عن الربح يستخدمون الميثانول لخفض تكلفة إنتاج هذه المواد الكحولية، ويقومون ببيعها للمشترين.

يذكر أن الميثانول مادة تستخدم كمذيب في صناعة الطلاء والتلميع، ويمكن أن يؤدي مجرد استنشاقه إلى التسمم.

وتجدر الإشارة إلى أنه تم حظر شراء وبيع المشروبات الكحولية في إيران منذ تأسيس الجمهورية الإسلامية لأسباب دينية، ويعاقب على إنتاجها وتوزيعها وتخزينها واستهلاكها.

وكانت صحيفة "همشهري" قد كتبت سابقًا: "تشير آخر النتائج التي توصل إليها المدعي الجنائي والشرطة فی بندر عباس إلى وجود شبكة واسعة وراء هذه الظاهرة، حيث يقوم أعضاء هذه الشبكة من مدينة أخرى بنقل هذه الخمور السامة. والسؤال الأكثر أهمية في الوقت الراهن يدور حول ما إذا كان توزيع المشروبات السامة متعمدًا أم لا؟".

ولم تقدم السلطات المسؤولة، حتى الآن، توضيحات أو بيانات دقيقة حول تفاصيل توزيع المشروبات الکحولية السامة والتي تسببت في مقتل العشرات وتسمم مئات الإيرانيين في محافظات إيرانية مختلفة.