أدان الاتحاد الدولي للصحافيين، اليوم الاثنين 2 ديسمبر (كانون الأول)، الضغوط الأمنية والقضائية الأخيرة، التي يمارسها نظام الجمهورية الإسلامية على قناة "إيران إنترناشيونال"، واصفًا هذه الضغوط بـ"الهجوم الوقح على الصحافيين".

وانتقد الأمين العام للاتحاد الدولي للصحافيين (IFJ)، أنتوني بلانغر، وزارة الاستخبارات الإيرانية، إثر اتهامها التعاون مع قناة "إيران إنترناشيونال" بأنه (نشاط) "إرهابي"، مضيفًا أن هذه الضغوط بمثابة "هجوم وقح على الصحافيين"، ومحاولة تهدف إلى "التضليل الإعلامي وسلب المواطنين حقهم في الحصول على المعلومات".

وأضاف بلانغر: "على المجتمع الدولي أن لا يغض الطرف على إجراءات المسؤولين الإيرانيين"، وطالب بالدعم الشفوي والعملي لحقوق جميع الصحافيين الناطقين باللغة الفارسية.

كما أعلن الاتحاد الدولي للصحافيين، على موقعه، أن التضييق الشديد على قناة "إيران إنترناشيونال"، كان بسبب "بثها البرامج على مدار 24 ساعة، والتغطية المباشرة لاحتجاجات الشعب التي اندلعت إثر رفع أسعار الوقود والسياسات الاقتصادية للنظام".

وكانت وزارة الاستخبارات الإيرانية قد أعلنت، في بيان لها، أصدرته أول من أمس السبت، عن تجميد أموال موظفي قناة "إيران إنترناشيونال" في الداخل، مهددة بملاحقتهم دوليًا.

واعتبرت وزارة الاستخبارات الإيرانية في بيانها، أن نشاطات قناة "إيران إنترناشيونال" وموظفيها، "تعتبر تعاونًا مع أعداء الجمهورية الإسلامية الإيرانية في الأعمال الإرهابية".

وقد وجهت الاستخبارات الإيرانية أصابع اتهامها إلى بعض المعتقلين في احتجاجات نوفمبر (تشرين الثاني) الحالي، بإرسال معلومات إلى قناة "إيران إنترناشيونال"، ونسبت إليهم أحداثًا مثل إحراق "الممتلكات العامة والخاصة المتعلقة بالشعب في محافظات البلاد".

كما كانت نقابة الصحافيين البريطانيين، قد أصدرت بيانًا، في وقت سابق، أدانت فيه التهديد الذي يتعرض له الموظفون في قناتي "إيران إنترناشيونال"، و"بي بي سي الفارسية"، وحثت النقابة الحكومة الإيرانية على وقف حملات المضايقة التي تمارسها ضد الصحافيين الإيرانيين.

ومن جانبها، قالت ميشيل شتاين ستريت، الأمينة العامة لنقابة الصحافيين البريطانيين فی تصریح لها أدلت به إلى قناة "إيران إنترناشيونال"، إن مثل هذه الإجراءات التي يتخذها النظام الإيراني تحمل رسالة إلى المجتمع الكبير للصحافيين مؤداها: "إننا لا نريد أن يتم التركيز على ما يحدث في الوقت الراهن في إيران".

وفي السياق نفسه، قال المحامي البريطاني البارز مارك ستيفنس، محامي قناة "إيران إنترناشيونال": "إن المحاولات التي يقوم بها النظام الإيراني بمضايقة الذين يمارسون حقهم في حرية التعبير، تعد انتهاكًا لاتفاقيات الأمم المتحدة، وكثير من الاتفاقيات الدولية الأخرى".

يشار إلى أنه في الأيام الماضية، تعرض عدد من عائلات موظفي قناة "إيران إنترناشيونال"، إلى مضايقات من جانب وزارة الاستخبارات الإيرانية. ومن ثم نشرت القناة بيانًا وصفت فيه هذه الإجراءات بأنها "غير قانونية وغير إنسانية من قبل الأجهزة الأمنية"، مضيفةً أنها "ستقدم شكواها ضد حكومة الجمهورية الإسلامية الإيرانية، إلى المنظمات الدولية".

تجدر الإشارة كذلك إلى أن تقارير الاتحاد الدولي للصحافيين تشير إلى أن 20 صحافيًا إيرانيًا، على الأقل، خلال الفترة الأخيرة من دول بريطانيا والسويد وتركيا وجمهورية التشيك وفرنسا، قدموا تقارير تفيد بتلقيهم تهديدات.