الخارجية الإيرانية: أمن الخليج خطنا الأحمر.. وبريطانيا تخلق حالة من الاضطراب
نفى سعيد خطيب زاده، المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية، مرة أخرى دور بلاده في الهجوم على السفينة "ميرسر ستريت"، واتهم إسرائيل بمهاجمة السفن الإيرانية، قائلاً: "أمن مياه الخليجية خط أحمر بالنسبة لنا وحاولنا جعل هذا الممر المائي آمنا من الخطر الذي تخلقه دول مثل بريطانيا".
وفي مؤتمر صحافي أسبوعي، اليوم الاثنين 9 أغسطس (آب)، وصف خطيب زاده التصريحات الأخيرة لوزير الخارجية البريطاني دومينيك راب بأنها "غير مسؤولة"، قائلاً إنها "ليست جديدة".
هذا ودعا وزير الخارجية البريطاني إلى محاسبة إيران، رداً على استهداف السفينة "ميرسر ستريت" المملوكة لإسرائيل.
كما رحب رئيس الوزراء الإسرائيلي، نفتالي بنيت بالبيان الصادر عن سبع دول صناعية، بشأن دور إيران في مهاجمة السفينة "ميرسر ستريت"، قائلاً إنه في مواجهة العدوان المتزايد للنظام الإيراني في جميع أنحاء الشرق الأوسط، فإن البيان وحده لا يكفي، والآن حان وقت العمل.
يذكر أن بريطانيا ورومانيا قتلا في هجوم يوم الخميس الماضي، وألقت إسرائيل ومجموعة السبع والاتحاد الأوروبي باللوم على إيران في الهجوم.
لكن المتحدث باسم الخارجية الإيرانية تابع: "هذا هو نفس الانتهاك الذي ارتكبته بريطانيا قبل سنوات قليلة، وقد فشل قطع الطرق ذاك، وانتهى الأمر بالإفراج عن الناقلة".
يشير خطيب زاده إلى احتجاز ناقلة وقود إيرانية في 4 أغسطس (آب) 2019 في مياه مضيق جبل طارق والذي نفذته البحرية البريطانية بسبب نقل النفط إلى سوريا وانتهاك عقوبات الاتحاد الأوروبي ضد هذا البلد.
وبعد أسبوعين، أوقفت قوات الحرس الثوري الإيراني وقتها الناقلة البريطانية "ستانا إمبرو" في مياه مضيق هرمز بسبب ما وصفته بـ"عدم الامتثال لقواعد الشحن الدولية".
واتهم المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية بريطانيا "بجعل الخليج غير آمن"، قائلاً إن "هذه السيناريوهات ترجع إلى نفس طبيعتهم السابقة".
كما وصف خطيب زاده الموقف الأخير لمنسق السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيف بوريل بأنه "غير مسؤول ومتحيز" وقال إن إيران "تدين بشدة" بيان مجموعة السبع.
مزاعم موقع مقرب من مجلس الأمن القومي حول رسالة بريطانية إلى إيران
وبالتزامن مع تصريحات خطيب زاده، كشف موقع "نور نيوز"، المقرّب من مجلس الأمن القومي الإيراني، عن "رسالة بريطانية إلى إيران ذكرت فيها لندن أنها لا تنوي القيام بعمل عسكري ضد إيران".
وكتب "نور نيوز"، اليوم الاثنين، نقلا عن مصدر طلب عدم ذكر اسمه، أن بريطانيا بعثت مؤخرا برسالة عبر "وسيط" إلى إيران أشارت فيها إلى الهجوم على السفينة "ميرسر ستريت"، قائلة إنها "ستحاول متابعة القضية من خلال الإجراءات الدبلوماسية وبناء تحالف ضد إيران".
هذا ولم تؤكد الحكومتان البريطانية والإيرانية، أو أي مصدر آخر أو وسيلة إعلامية، إرسال مثل هذه الرسالة بعد.
من ناحية أخرى، شدد المسؤولون الإسرائيليون على استعدادهم لمواجهة إيران في جميع المجالات بما في ذلك المجال العسكري، ودعا القائد العسكري البريطاني إلى الرد بالمثل على المتورطين في الهجوم.
وذكرت صحيفة "ديلي إكسبريس"، أمس الأحد، أن قوات خاصة بريطانية أرسلت إلى اليمن للبحث عن المسؤولين عن الهجوم.
وبحسب الصحيفة، تعتقد وكالات المخابرات الأميركية والإسرائيلية أن الطائرة المسيرة المستخدمة في الهجوم أطلقها الحوثيون المدعومون من إيران في اليمن.
نقل "آراء رئيسي" إلى مورا
وفي الأثناء، قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية، في تصريحات أدلى بها حول الاجتماع الأخير لممثل الاتحاد الأوروبي إنريكي مورا مع حسين أمير عبد اللهيان في طهران، إن أمير عبد اللهيان "نقل آراء رئيسي إلى مورا".
يشار إلى أن أمير عبد اللهيان أحد المرشحين المحتملين لمنصب وزارة الخارجية في حكومة رئيسي.
وتابع خطيب زاده أن إبراهيم رئيسي "عبر عن آرائه بوضوح وشفافية في حفل التنصيب". وفي وقت سابق في حفل تنصيبه، قال رئيسي إن إيران ترحب بأي خطة دبلوماسية من شأنها أن تؤدي إلى رفع العقوبات.
وفي سياق متصل، انتقدت إسرائيل وبعض الشخصيات ومنظمات حقوق الإنسان زيارة إنريكي مورا، المسؤول عن دفع المحادثات النووية الإيرانية في فيينا، إلى طهران.
وفي الآونة الأخيرة، قال مسؤول أوروبي إن إيران مستعدة لاستئناف المحادثات خلال رئاسة إبراهيم رئيسي، لإحياء الاتفاق النووي، مع القوى العالمية، وإن المحادثات ستبدأ على الأرجح الشهر المقبل، في أوائل سبتمبر (أيلول).
ومع ذلك، ذكرت مصادر أميركية لمراسل صحيفة "هآرتس" آلان بينكاس قوله إن الولايات المتحدة قررت تعليق المحادثات دون نتيجة إذا فشلت المحادثات بشأن إحياء الاتفاق النووي في الأسابيع القليلة المقبلة.