قال علي مطهري، عضو البرلمان السابق، إن روسيا لم "تخترق" إيران فحسب، بل إن إيران سقطت في "حضن" روسيا والصين، وإن الأنظمة الأمنية "الخانقة" للبلدين هي "النموذج" لمؤسسات إيران الأمنية.

في مقابلة نشرت على موقع "إنساف نيوز"، الأربعاء 18 أغسطس (آب)، وصف "مطهري" نشر صورة مثيرة للجدل للسفيرين الروسي والبريطاني على الشرفة التاريخية للسفارة الروسية في طهران بأنها "رسالة" من موسكو إلى طهران.

وقال إن الصورة "تنقل رسالة مفادها أن إيران تحت سيطرتنا اليوم... وهناك أيضًا أدلة على أننا إلى حد ما في حضن روسيا والصين".

وكان "مطهري" يشير إلى نشر صورة لقاء السفيرين الروسي والبريطاني على الرواق التاريخي لمؤتمر طهران في السفارة الروسية عام 1943، الذي ضم قادة روسيا والولايات المتحدة وبريطانيا في هذا المكان، وبعد هذا المؤتمر دخلت قوات الحلفاء البلاد رغم إعلان حياد إيران.

وفي هذه الصورة الجديدة يظهر السفير الروسي في إيران بجانب الرئيس الجديد للبعثة الدبلوماسية البريطانية في إيران ومقعد فارغ (في إشارة إلى الولايات المتحدة) على درج مبنى السفارة الروسية.

وعلى الرغم من اعتذار السفيرين الروسي والبريطاني عن الصورة، فإن نشرها تسبب في جدل واسع النطاق في أوساط السياسة الإيرانية والفضاء الافتراضي.

ومع ذلك، بعد نشر الصورة، هاجم المستخدمون المؤيدون للنظام في الفضاء الافتراضي السفير البريطاني أكثر، ووجهت انتقادات قليلة لسفير روسيا.

وفي إشارة إلى هذه القضية، قال علي مطهري إن المعاملة "المزدوجة" للسفير الروسي والممثل البريطاني من قبل بعض من يسمون بالثوار هي "علامة على نفوذ روسيا في نظام الحكم في إيران".

وأعرب عن دهشته من قيام التلفزيون الإيراني بمهاجمة السفير البريطاني بدلًا من مهاجمة السفير الروسي الذي "لعب دورًا أساسيًا في القضية"، وقال "هذا أحد الأدلة على أن روسيا اخترقت نظامنا ووجدت مؤيدين لها".

وأشار هذا النائب السابق إلى "الضربات" التي وجهتها روسيا لإيران منذ بداية ثورة 1979م قائلًا: "في الاتفاق النووي، استخدمت روسيا إيران دائمًا كحاجز ضد الولايات المتحدة. وفي سوريا أيضًا، تركوا إسرائيل حرة لمهاجمة القوات الموالية لإيران، وهناك مثال آخر وهو إهمال الروس في إيصال اللقاح إلى إيران".

ووصف "مطهري" الغربيين بأنهم "أكثر صدقًا وإخلاصًا" من الروس، مضيفًا أنهم "أقل نفاقًا، لكن روسيا ليست كذلك بل معقدة".

وقال بصراحة: "في الوقت الحالي، فإن الأنظمة الأمنية الخانقة في هذين البلدين هي نموذج لمؤسساتنا الأمنية، وهذا خطأ لأنهما دولتان شيوعيتان ولا تقدران حرية التعبير".

وبسبب العلاقات التاريخية بين إيران وروسيا، هناك دائمًا حساسية خاصة بين المواطنين الإيرانيين تجاه العلاقات الثنائية بين طهران وموسكو، لكن النظام الإيراني يشير إلى العلاقة مع هذا البلد على أنها علاقة "استراتيجية".

لكن في عدة حالات، من بينها الاتفاق النووي مع الغرب واستيراد لقاح كورونا إلى إيران، تظهر أدلة واضحة أن روسيا تتجاهل فكرة العلاقة "الاستراتيجية" مع إيران.