بعد كشف محاولة خطف مسيح علي نجاد.. عملاء لإيران يهددون رويا حكاكيان على الأراضي الأميركية
بعد الكشف عن مؤامرة المخابرات الإيرانية بمحاولة اختطاف مسيح علي نجاد، في بيان أصدرته وزارة العدل الأميركية في يوليو (تموز) الماضي، غردت رويا حكاكيان، كاتبة وصحافية إيرانية أميركية يهودية، بأنها أُبلغت في أغسطس (آب) 2019 من قبل مكتب التحقيقات الفيدرالي بأنها كانت واحدة من أهداف عملاء استخبارات النظام الإيراني.
يذكر أن حكاكيان، كاتبة وصحافية وشاعرة إيرانية أميركية، بالإضافة إلى لعبها دورًا في إنشاء مركز توثيق حقوق الإنسان الإيراني، حيث ألفت كتاباً عن اغتيال معارضي النظام الإيراني في ميكونوس من قبل وزارة المخابرات ودور علي خامنئي وهاشمي رفسنجاني ووزير المخابرات آنذاك علي فلاحيان في اتخاذ قرار باغتيال المعارضين خارج البلاد.
وكتبت حكاكيان في مقال بصحيفة "نيويورك ريفيو": "لقد صدمت لكنني لم أتفاجأ عندما أخبرني مكتب التحقيقات الفيدرالي أنني مستهدفة. حتى في الولايات المتحدة، حيث إن منتقدي النظام ليسوا في مأمن من القتلة".
وأضافت حكاكيان أنه في أواخر أغسطس 2019، بعد ظهر أحد أيام الصيف، بعد أن زار اثنان من عملاء الـ "إف بي آي" منزلها، قيل لها إنها أحد أهداف عملاء النظام الإيراني، والخطر يهددها.
وبعد إصدار بيان من 14 ناشطة في إيران يطالبن علي خامنئي بالاستقالة وتغيير نظام الجمهورية الإسلامية، كانت رويا حكاكيان واحدة من 14 ناشطة خارج إيران وجهن رسالة تدعم هذا البيان.
وفي عام 2004، نشرت مذكراتها "رحلة من أرض لا"، والتي تؤرخ لفترة مراهقتها كيهودية إيرانية في خضم الثورة الإيرانية.
وفي عام 2011، نشرت حكاكيان كتابًا بعنوان "قتلة القصر الفيروزي" حول اغتيال قادة معارضة النظام الإيراني في مطعم في ميكونوس ببرلين.
وهو كتاب تروي فيه حكاكيان وتعيد صياغة كيفية اغتيال صادق شرفكندي، الأمين العام للحزب الديمقراطي الكردستاني، وفتاح عبدلي، وهمايون أردلان ونوابه، ونوري دهكردي، على يد عملاء وزارة المخابرات في النظام الإيراني، مساء 17 سبتمبر (أيلول) 1992. وكان برويز دستمالجي، أحد الحاضرين في مطعم ميكونوس والذي نجا من الاغتيال، أدلى بشهادته في وقت لاحق في المحكمة باعتباره الشاهد الرئيسي.
وكان الشاهد الآخر مسؤول استخباراتي رفيع المستوى هرب من إيران.
وقد أُخذ عنوان كتاب "قتلة القصر الفيروزي" من جزء من شهادة نفس المسؤول الكبير بوزارة الاستخبارات في محكمة ميكونوس.
وكشف المسؤول الكبير بوزارة المخابرات أمام المحكمة أن لجنة مؤلفة من المرشد علي خامنئي، وأكبر هاشمي رفسنجاني، رئيس الجمهورية آنذاك، وكذلك علي فلاحيان، وزير المخابرات آنذاك، اتخذوا قرارا بشأن اغتيال معارضي النظام خارج إيران.
وفي وقت سابق، في 14 يوليو، أعلنت وزارة العدل الأميركية في بيان لها أن أجهزة المخابرات الإيرانية خططت لخطف الصحافية مسيح علي نجاد من الولايات المتحدة.
وبحسب بيان صادر عن وزارة العدل الأميركية، فإن المخابرات الإيرانية كانت تخطط لاختطاف مسيح علي نجاد ونقلها إلى إيران عبر فنزويلا، قبل عام على الأقل، وخلال هذه الفترة، تمت مراقبة منزل علي نجاد ومقربيها باستخدام معدات التصوير الفوتوغرافي والفيديو.
وقالت وزارة العدل الأميركية في بيانها إن علي رضا فراهاني ومحمود خاضعين وكيا صادقي وأميد نوري، وهم أربعة إيرانيين متورطون في مؤامرة خطف مسيح علي نجاد.
بالإضافة إلى ذلك، قدمت نيلوفر بهادري فر خدمات مالية لفريق المخابرات الإيراني بالإضافة إلى تمكينهم من الوصول إلى النظام المالي الأميركي.
وقد قوبل الكشف عن مؤامرة النظام الإيراني باختطاف مسيح علي نجاد بردود فعل واسعة النطاق في الولايات المتحدة، كما أدان كبار المسؤولين في حكومة جو بايدن هذه الخطة.
لكن بعد فضح مؤامرة المخابرات الإيرانية لاختطاف مسيح علي نجاد، قالت وزارة العدل الأميركية ومسؤولون أميركيون إن عددًا من الصحافيين ونشطاء المجتمع المدني الآخرين في الولايات المتحدة وكندا استُهدفوا أيضًا من قبل أجهزة المخابرات الإيرانية.
ومن الواضح الآن على الأقل أن رويا حكاكيان، الكاتبة والصحافية الإيرانية الأميركية، كانت أيضًا أحد أهداف عملاء المخابرات الإيرانية على الأراضي الأميركية.
هذا ولم يعلق مسؤولو حكومة جو بايدن بعد بشكل خاص على التقرير المنشور حول تهديد رويا حكاكيان، لكن في وقت سابق، أعرب جاك سوليفان، خلال لقائه بمسيح علي نجاد، عن قلقه من زيادة أنشطة الأنظمة الاستبدادية، مثل النظام الإيراني، في استهداف المحتجين والنشطاء والصحافيين في الخارج، بما في ذلك في الولايات المتحدة.
وقال سوليفان إن واشنطن ستواجه مثل هذه الأعمال غير القانونية التي تنتهك حقوق الإنسان وتشكل تهديدا للقانون والنظام الدوليين.