عراقجي معتذرا للاجئين الأفغان: كلامي كان موجهًا لأوروبا
مرةً أخرى، اضطر مساعد وزير الخارجیة الإیراني للشؤون السیاسیة، عباس عراقجي، اليوم السبت 11 مايو (أيار)، أن يدلي بتصريحات للدفاع عن نفسه، وذلك بعد توجيه أسهم الانتقادات من جانب المواطنين، وخاصة التيار الأصولي في إيران، احتجاجًا على تصريحات عراقجي الأخيرة حول اللاجئين الأفغان في إيران.
وفي حوار تلفزيوني اليوم السبت، أنكر عراقجي تصريحاته السابقة، وقال: "لم أقل إننا مضطرون إلى توديع الإخوة والأخوات الأفغان في إيران بسبب ضغوط العقوبات".
وکان عباس عراقجي قد صرح، أول من أمس الخميس، قائلا: "إذا أصبحت الموارد المالية الإيرانية محدودة أكثر من ذلك، بسبب العقوبات الأميركية، فسوف تدعو طهران الرعايا الأفغان لمغادرة البلاد".. ولكنه يقول حاليا إن كلامه كان موجهًا "للغربيين والأوروبيين"، وليس موجهًا إلى أفغانستان أو الأفغانيين، مضيفًا أنه "يقبّل أيدي الأفغانيين".
وأضاف: "نحن لسنا من تسبب في مشاكل ومصائب الشعب الأفغاني، بل أميركا والغربيين الذين قاموا بتنظيم مجموعات إرهابية في هذه البلاد ودعموا هذه
المجموعات".
وتابع عراقجي: "يجب على الأميركيين أن لا يتوقعوا أن إيران وحدها هي التي ستتحمل تكلفة هذا العمل [استضافة اللاجئين الأفغان]"، مضيفا: "إنهم يتوقعون أن تدفع إيران تكلفة (الاستضافة) وفي نفس الوقت یفرضون عليها عقوبات".
وفي السياق، أعلن مساعد وزير الخارجیة الإیراني للشؤون السیاسیة، عباس عراقجي، أمس الجمعة، عن "خيارات جديدة" للرعايا الأفغان في إيران، لكنه لم يشر إلى تفاصيل هذه الخيارات، نافيا وجود أي قرار أو نیة لدی الحكومة الإیرانیة لإعادة المهاجرین واللاجئین الأفغان إلى بلدهم.
وعلى الرغم من محاولة تملص عراقجي من تصريحاته، فإن ردود الفعل المختلفة تجاه تصريحاته بشأن الرعايا الأفغان لم تنته بعد.
ومن ذلك ما ورد في صحیفة "کیهان" الأصولية، التي وصفت تصريحات عراقجي حول الرعايا الأفغان بأنها تصريحات "سخيفة"، وسخرت من كونه "دبلوماسيًا بارزًا"، قائلة إن الدبلوماسي "يجب أن يختار بدقة الكلام السليم ذا المضمون الصائب، وأن يقوله في الوقت المناسب".
وأكدت "كيهان" التي يتم تعيين رئيس تحريرها من قبل المرشد الأعلى الإيراني، أنه في الأوضاع الراهنة، تحتاج إيران إلى دول الجوار، بما في ذلك أفغانستان، للالتفاف على العقوبات.
كما أشارت الصحيفة الإيرانية إلى مشارکة اللاجئين الأفغان في القتال إلى جانب القوات الإیرانیة في لواء "أبو ذر" في حربها مع العراق.
وفي إشارة إلى سياسة إيران الأخيرة المتمثلة في إرسال اللاجئين الأفغان (لواء فاطميون) للحرب في سوريا، كتبت "كيهان" أن كثيرًا من الأفغان الذين ساندوا القوات الإيرانية في حربها مع العراق، هم الآن في لواء "فاطميون"، وأن أبناءهم يشاركون في هذه الحركة.
كما كتب رئيس الإذاعة والتلفزيون الإيراني السابق، عزت الله ضرغامي، وهو من الشخصيات الأصولية في إيران، على صفحته في "تويتر"، أن تصريحات عراقجي، وبأي دافع كانت، أدت إلى استياء أحبائنا الأفغان، داعيًا مساعد وزير الخارجية الإيراني إلى حل المشكلة من خلال اعتذار بسيط.
بدوره، نشر المحلل السياسي الإيراني، صادق زيبا كلام، في صفحته على "تويتر"، تغريدة بعنوان "دموع تماسيح التيار الأصولي على اللاجئين الأفغانيين في إيران"، كتب فيها: "لا شك أن عباس عراقجي أخطأ، ولكن اتهامه بالعنصرية هو غایة الانتهازية السياسية".
وفي معرض انتقاده لسياسات النظام الإيراني بعد الثورة الإسلامية، أكد زيبا كلام أن "أولئك الذين امتنعوا منذ 40 عامًا عن منح اللاجئين الأفغان في إيران أقل حقوقهم، يذرفون عليهم اليوم دموع التماسيح".