أشار المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية، رافائيل غروسي، اليوم الاثنين 7 يونيو (حزيران)، إلى رفض طهران الرد على أسئلة الوكالة، معربا عن قلقه العميق إزاء إخفاء إيران مواد نووية، وعدم توصل المحادثات مع إيران إلى نتائج.

وفي كلمة أدلى بها أمام مجلس محافظي الوكالة الدولية للطاقة الذرية، اليوم الاثنين، أضاف غروسي: "بعد عدة أشهر، لم تقدم إيران التفسيرات اللازمة حول وجود جزيئات نووية في أي من الأماكن الثلاثة التي زارتها الوكالة الدولية للطاقة الذرية".

وتابع: "في ظل عدم وجود إجابات واضحة وصريحة من طهران، فإنني أشعر بقلق عميق، وذلك لأن المواد النووية التي كانت موجودة في المواقع الثلاثة غير المعلنة في البلاد قد باتت في مواقع مجهولة اليوم".

وأكد غروسي أن "إيران لم تجب كذلك على أسئلة حول موقع آخر غير معلن".

إلى ذلك، لفت غروسي إلى أن القلق موجود أيضاً في أن المناقشات الفنية بين الوكالة وإيران لم تسفر عن النتائج المتوقعة، وقد تؤدي إلى عدم إحراز تقدم في الشفافية بخصوص هذه القضايا.

كما شدد غروسي على ضرورة أن تقدم طهران إيضاحات حول هذه القضايا دون مزيد من التأخير، عبر توفير المعلومات والوثائق والأجوبة على أسئلة الوكالة.

وأضاف غروسي أن عدم إحراز تقدم في الرد بشفافية على أسئلة الوكالة يؤثر بشكل خطير على قدرة الوكالة الدولية من حيث تقديم ضمانات بشأن الطبيعة السلمية لبرنامج إيران النووي.

يشار إلى أنه في سبتمبر (أيلول) الماضي، أعلنت إيران في بيان مشترك مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية أنها "ستوفر بشكل طوعي لمفتشي الوكالة الدولية للطاقة الذرية إمكانية الوصول إلى موقعيها النوويين".

وأكدت مصادر صحافية أن أحد هذين الموقعين يقع في منطقة تورقوزآباد بالقرب من طهران، والذي تحدث عنه رئيس الوزراء الإسرائيلي في جلسة الجمعية العامة للأمم المتحدة عام 2018، والآخر يقع بالقرب من مدينة شهر رضا في أصفهان، وسط إيران.

كما قال رافائيل غروسي، ردًا على مراسل "إيران إنترناشيونال": "ما نقوم به هو تقديم المعلومات عن الملف النووي الإيراني إلى مجلس المحافظين، والأمر متروك لهم لتقرير ما إذا كانوا سيصدرون قرارًا أم سيتخذون أي تدبير آخر".

وكان ممثل روسيا الدائم لدى المنظمات الدولية، ميخائيل أوليانوف أكد أمس الأحد أن مجلس محافظي الوكالة الدولية للطاقة الذرية سينظر اليوم الاثنين في تقريرين "ليسا في صالح إيران؛ لكن لن يحدث شيء خاص". 

وفي وقت سابق، قال دبلوماسيون غربيون لـ"رويترز" إن الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا وألمانيا ستتجنب إصدار قرار ضد إيران في اجتماع مجلس محافظي الوكالة الدولية للطاقة الذرية هذا الأسبوع، على الرغم من فشل إيران في تقديم تفسير موثوق حول آثار اليورانيوم المكتشفة في عدة مواقع.

وفي نهاية مايو (أيار) الماضي، أعلنت إيران والوكالة الدولية للطاقة الذرية عن تمديد اتفاقهما المؤقت السابق شهرا آخر لمراقبة المواقع النووية.

وبعد أيام قليلة، أعلنت الوكالة الدولية للطاقة الذرية في تقرير لها أن مخزون إيران من اليورانيوم المخصب زاد 16 ضعف المستوى المسموح به في الاتفاق النووي، وأن اليورانيوم الإيراني المخصب بنسبة 20 في المائة و60 في المائة قد وصل إلى أكثر من 62 و2.4 كيلوغرام على التوالي.

وأضافت الوكالة الدولية للطاقة الذرية أنها لم تحصل على البيانات اللازمة لمراقبة البرنامج النووي الإيراني منذ أن علقت إيران تطبيق البروتوكول الإضافي يوم 23 فبراير (شباط) الماضي.