مسؤولون أفغان: النظام الإيراني يسعى إلى بث الفتنة وتأجيج الصراع في بلدنا
ردا على مقال صحيفة "جمهوري إسلامي" الإيرانية حول ظهور جماعة مسلحة تسمى "الحشد الشيعي" في أفغانستان، قال مسؤولون بالحكومة الأفغانية إن الجمهورية الإسلامية تسعى لـ "التآمر وبث الفتنة وتأجيج الصراع" في أفغانستان.
وكانت صحيفة "جمهوري إسلامي" الإيرانية قد ذكرت اليوم الاثنين 19 يوليو (تموز) أن جماعة مسلحة تسمى "الحشد الشيعي" ظهرت في كابول، وقالت إنها تنوي قتال طالبان.
وأفادت صحيفة "جمهوري إسلامي" بأن سيد حسن الحيدري، قائد جماعة "الحشد الشيعي" قال في أول خطاب له حول الأحداث الأخيرة في أفغانستان: "سأقود الجماعات الشيعية من أجل المقاتلة إلى جانب القوات الحكومية والدفاع عن وطننا كما دافعتُ عن ضريح جدي أمير المؤمنين عليه السلام".
وردا على تقرير هذه الصحيفة، كتب قاسم وفائي زاده، المشرف في وزارة الاستخبارات والثقافة الأفغانية في تغريدة له: "بهذا النوع من المؤامرة والشائعات، يجعل النظام الإيراني أبعاد الحرب أوسع وأكثر تعقيداً. إن تأجيج التهديدات الأمنية ضد الشعب الأفغاني سيشعل نارا يصل لهيبها إلى إيران أيضا".
وأضاف وفائي زاده أن "مثل هذه الجماعات المرتزقة وأدوات الأجانب لا مكان لها بين الشعب الأفغاني".
وقالت صحيفة "جمهوري إسلامي" في تقريرها الذي جاء تحت عنوان "قيام الحشد الشيعي في أفغانستان لمواجهة جماعة طالبان الإرهابية": "شدد إرهابيو طالبان هجماتهم في الأسابيع الأخيرة، وبعد تنفيذ سلسلة من العمليات المنسقة، تمكنوا من فرض سلطتهم على ما لا يقل عن 50 مدينة أخرى إلى قائمة المدن الخاضعة لسيطرتهم".
كما أشار شاه حسين مرتضوي، كبير مستشاري الرئيس الأفغاني، إلى تقرير صحيفة "جمهوري إسلامي"، وكتب: "المكر ممنوع"، مضيفا أن صحيفة "جمهوري إسلامي" تابعة للمرشد الإيراني، وأن "إيران من جهة تسعى إلى تلميع صورة طالبان، ومن جهة أخرى تحرض على الفتنة".
وتابع أن "أفغانستان لن تكرر تجربة سوريا واليمن والعراق ولبنان أبدا. أفغانستان نموذج لقبول مختلف المذاهب الدينية في العالم الإسلامي. فتنة ايران ستفشل".
كما أفادت صحيفة "جمهوري إسلامي" بأن "جماعة فاطميون لم تدخل في التعبئة العامة والشعبية ضد طالبان، لكن بعض أعضاء الجماعة دخلوا شخصيًا وخارج التنظيم في الحرب العسكرية والثقافية ضد إرهابيي طالبان، وأحدهم سيد زهير مجاهد، المسؤول الثقافي في جماعة فاطميون".
كما كتب عبد العلي محمدي، المستشار القانوني السابق لرئيس أفغانستان، على حسابه في "فيسبوك" ردا على مقال الصحيفة: "أيتها الجارة، لا تمكري". وأضاف أن صحيفة "جمهوري إسلامي"، التابعة للدائرة الخاصة في النظام الإيراني، أعلنت عن "الخبر الكاذب تماما بعنوان كبير وواضح".
وقال محمدي إن شيعة أفغانستان أكثر يقظة من "الوقوع فريسة لنفاق ومكر النظام الإيراني. أتذّكرُ أن النظام الإيراني أعلن الحداد العام لمدة 3 أيام على مقتل رجاله في قنصليتها على يد طالبان بمدينة مزار، ورفض مكتب الأقراص الدراسية التابع لمكتب الدعاية الإسلامية في حوزة قم العلمية، رفض تقديم أقراص دراسية للطلاب الأفغانيين الشيعة خلال الأيام الثلاثة هذه".
وأكد محمدي أن سيد حسن الحيدري، الذي ورد اسمه في جريدة "جمهوري إسلامي" وأخذت هذه الصحيفة صورته من الفضاء الافتراضي ونشرتها، هو سيد حسن صفائي بلخائي، وهو على الأرجح موجود حاليا في بلخاب وليس في كابول. وأعرب عن أمله في أن يفضح سيد حسن صفائي "مكر الصحيفة الإيرانية ويرفع دعوى قضائية ضدها في السلطات المحلية والدولية".
يشار إلى أن صحيفة "كيهان" الإيرانية، المقربة من المرشد الإيراني علي خامنئي، كتبت في الأسابيع الأخيرة حول تقدم طالبان في عدد من الولايات، مشيرة إلى أنه في هذا التقدم الأخير في أفغانستان "لم تكن هناك جرائم مروعة مماثلة لتلك التي ارتكبها تنظيم داعش في العراق".
وقالت الصحيفة: "طالبان أعلنت حتى أنها لن تؤذي شيعة هذه البلاد [أفغانستان]. قوات طالبان التي نتحدث عنها اليوم مختلفة عن تلك التي عرفناها بقطعها للرؤوس مثلا".
وقال مسؤولون أفغان في ذلك الوقت إن إيران تسعى إلى تلميع صورة طالبان. وأضاف المسؤولون الأفغان أن طالبان لم تتغير وأنها ما تزال تقتل الناس وتدمر المرافق العامة.