أشار رئيس منظمة النظام الطبي في طهران إلى ادّعاء مسؤولي النظام الإيراني أنهم ومن خلال منع دول أخرى من المشاركة في عملية دراسة وإنتاج لقاح كورونا، كانوا يقولون إن الشعب الإيراني ليس فئران تجارب، قائلاً: "في قضية اللقاح، قلنا إننا لن نجعل الناس فئران تجارب، لكننا فعلنا ذلك في الأدوية".

وبحسب وكالة الأنباء الإيرانية "إيلنا"، قال موويد علويان، في مؤتمر صحافي، يوم السبت 11 سبتمبر (أيلول): "لم نرَ أي تأثير على استيراد الأدوية"، منتقدًا عدم الاكتراث بآراء الخبراء أثناء تفشي كورونا في إيران.

يذكر أنه في 11 أغسطس (آب) من العام الجاري، أدلى علي رضا زالي، رئيس مقر مكافحة كورونا، بتصريح مثير للجدل، قال فيه إن السلطات رفضت شراء اللقاح بحجة أنه مكلف، مضيفاً: لقد أنفقنا 720 مليون يورو على استيراد عقار "رمدسيوير" وكان ينبغي إنفاق هذه الأموال على اللقاحات. "كيف نكون مستعدين لشراء معدات نفطية بثلاثة أضعاف السعر في فترة العقوبات، لكن لا نقوم بذلك في مجال اللقاحات؟".

ولطالما كان شراء دواء "رمدسيوير" وتوزيعه غامضًا ومثيراً للجدل في الأشهر الأخيرة، فعلى سبيل المثال، في 15 أغسطس من هذا العام، أكد مصطفى قانعي، عضو اللجنة الوطنية للقاح كورونا، على عدم فاعلية عقار "رمدسيوير" في علاج كورونا، وطالب السلطات بتخصيص تكلفة شراء هذا الدواء لتوفير الأكسجين.

ويحظى دواء "رمدسيوير" بشعبية بين مسؤولي الصحة الإيرانيين، بينما وفقًا للتقارير العلمية، فإن هذا الدواء غير فعّال في مجال كورونا.

هذا وقد أظهرت دراسة جديدة أجريت على عدد كبير من قدامى المحاربين الأميركيين أن "رمدسيوير" لم يساعد في علاج مرض كورونا فحسب، بل زاد أيضًا من مدة المرض.

وفي الأسابيع الأخيرة، كانت هناك تقارير عديدة في وسائل الإعلام الإيرانية عن نقص في أدوية كورونا، بما في ذلك "رمدسيوير"، وقد انتشرت تقارير في وسائل الإعلام الإيرانية عن تشكيل طوابير طويلة أمام الصيدليات الحكومية في طهران وخلق سوق سوداء لتوفير هذه الأدوية.

يشار إلى أن المسؤولين الحكوميين الإيرانيين يتحدثون عادة عن وجود مافيا الأدوية، لكنهم لا يقولون، بالتحديد، إلى أي مؤسسة في الحكومة أو الدولة تنتمي هذه المافيا.

وفي هذا الصدد، قال علي مؤيدي، رئيس مقر مكافحة المخدرات، في برنامج تلفزيوني، مساء 10 سبتمبر (أيلول)، في أحدث تعليق له: "المافيا التي لدينا في مجال الأدوية لا توجد في أي مجال آخر".

وأوضح أن وزارة الصحة قامت بشراء واستيراد طاولات وكراسي "بجزء من العملة التي تلقتها" لاستيراد "الأدوية الضرورية التي يحتاجها المرضى الذين يعانون من مرض عضال".

يذكر أن وزير الصحة الإيراني الأسبق، سعيد نمكي، تحدث مرارًا وتكرارًا، عن مكافحة مافيا الأدوية في السنوات الأخيرة، واصفًا جزءًا من الانتقادات التي كان يتعرض لها بأنها تتعلق بمافيا الأدوية، لكن بعض وسائل الإعلام والمحللين اتهموه بالوقوف وراء كواليس استيراد الأدوية.