وزير الخارجية الكندي لـ"إيران إنترناشيونال": لن نتراجع عن مساءلة إيران حول إسقاط الطائرة الأوكرانية
قال فيليب فرانسوا شامبين، وزير الخارجية الكندي، في مقابلة حصرية مع "إيران إنترناشيونال"، في ذكرى مقتل 176 من ركاب الطائرة الأوكرانية التي أُسقطت بصواريخ الحرس الثوري: "نريد المساءلة والعدالة، لن نقصّر وسنبذل قصارى جهدنا لكشف الحقيقة وتحقيق العدالة".
وأضاف "شامبين": "بعد مرور عام على المأساة، لا تزال هناك أسئلة مشروعة دون إجابة". وتابع: "يجب أن نتذكر أن إيران نفت في البداية أي تورط لها في الهجوم".
يذكر أنه في 8 يناير (كانون الثاني) 2020، أسقط الحرس الثوري الإيراني الطائرة الأوكرانية، بعد وقت قصير من إقلاعها من مطار طهران. وبعد ثلاثة أيام من التستر وتقديم معلومات كاذبة، أعلن
المسؤولون الإيرانيون مسؤوليتهم عن الهجوم تحت ضغط خارجي وبعد نشر مقاطع فيديو لصواريخ الحرس الثوري وهي تضرب الطائرة، لكنهم قالوا إن الحادث كان بسبب "خطأ بشري".
وصرح وزير الخارجية الكندي يوم الجمعة 8 يناير، بأنه بعد مرور عام على استهداف الطائرة الأوكرانية بصواريخ الحرس الثوري، و"على الرغم من ضغوط كندا والمجتمع الدولي لتلقي الإجابات، إلا أننا لم نتلقَّ ردًا بعد".
وأكد "شامبين": "نحكم على النظام الإيراني بناءً على أدائه حول الرحلة 752، وليس بناءً على ما يقوله"، مضيفاً: "أكثر ما هو محبط للأسر حتى الآن هو أنهم في حالة حداد لأكثر من عام دون الشعور بأن العدالة قد تحققت، أو أن شخصًا ما قد تمت محاسبته، أو أن هناك شفافية، وهذا هو أصعب شيء بالنسبة للأسر".
وتساءل: "لماذا كان المجال الجوي مفتوحًا في تلك الليلة؟، لماذا تم فتح المطار؟، ومن المسؤول في النظام الإيراني عن هذا؟"، وأضاف: "إننا نواصل الضغط على كل من تحقيقات أمن الطيران والتحقيقات الجنائية".
وتابع: "إن أسر ضحايا الطائرة الأوكرانية يستحقون العدل والسلام وتحديد مصير هذه القضية، وسنكافح معهم خطوة بخطوة لكشف الحقيقة".
كما أشار فيليب فرانسوا شامبين إلى "عدم كفاءة النظام الدولي" في التعامل مع استهداف طائرات ركاب مدنية، وقال: "من الصعب للغاية على أي شخص أن يتخيل كيف يمكن عندما تقوم قوة عسكرية لدولة ما بإسقاط طائرة مدنية، والدولة نفسها تكون مسؤولة عن التحقيق. هذا هو عدم كفاءة النظام الدولي".
وقال وزير الخارجية الكندي إنه لا يمكننا الوصول إلى المشتبه بهم والأدلة الموضوعية، لكننا مع ذلك أرسلنا أشخاصًا إلى أوكرانيا للتحقيق والتعاون مع الشرطة الفيدرالية والسلطات الأوكرانية في تحقيقاتهم الجنائية وبذل كل ما في وسعنا لكشف الحقيقة وتحقيق العدالة.
وأكد فيليب فرانسوا شامبين: "رسالتي إلى إيران واضحة للغاية". وقال: "نطالب بالمساءلة والعدالة وتقبّل المسؤولية ولن نتراجع".
وأضاف "شامبين": "أي شخص يعتقد أن المجتمع الدولي سيتجاوز هذه القضية في مرحلة ما، جوابي هو لا، لن نستسلم حتى يتم الرد على جميع أسئلتنا".
وفيما يتعلق بتصريحات المسؤولين الإيرانيين بشأن تحديد التعويضات لأسر الضحايا، شدد وزير الخارجية الكندي أيضًا على أن مقدار الغرامة لن تحدده تصريحات إيران الأحادية الجانب، قائلًا: "يجب تحديد الضرر من خلال المفاوضات بين الدول، ولهذا قلت إن المحادثات لم تبدأ بعد ونطالب إيران بالوفاء بالتزاماتها الدولية".
وقبل ذلك، قال رالف غوديل، وزير السلامة العامة الكندي السابق والمستشار الخاص للحكومة الكندية في قضية إسقاط الطائرة، في تقرير من 79 صفحة يوم الثلاثاء، إن "العديد من التفاصيل الرئيسية لهذا الحادث المروع لم يتم كشفها بعد"، مضيفًا أن "إيران مسؤولة عن هذا الوضع، وتحقيقاتها الأمنية والجنائية لم تُجرَ في الحقيقة بشكل مستقل وموضوعي وشفاف، والأسئلة المهمة لم تتم الإجابة عنها".
وفي وقت سابق، قالت لعيا جنيدي، المساعدة القانونية للرئيس الإيراني حسن روحاني، إنهم كانوا يحاولون منع تسجيل دعوى قضائية في محكمة العدل الدولية بشأن قضية استهداف الطائرة الأوكرانية. لكن أسر ضحايا الحادث تقدموا بعدة شكاوى ضد علي خامنئي والحرس الثوري في كندا والولايات المتحدة.
ودعت الدول الخمس، أوكرانيا وأفغانستان وكندا والسويد والمملكة المتحدة، التي فقدت عددًا من مواطنيها في إسقاط الطائرة الأوكرانية، مرة أخرى يوم الجمعة 8 يناير، إيران إلى تقديم إيضاح فوري وكامل للمأساة.
وقالوا في بيان بمناسبة الذكرى الأولى لإسقاط الطائرة الأوكرانية: "ندعو إيران إلى تقديم إيضاح شامل وكامل على الفور للأحداث والقرارات التي أدت إلى إسقاط الطائرة المروع".
وفي الوقت نفسه قال غلام علي تركي، المدعي العسكري لطهران، مساء الجمعة 8 يناير، إن استهداف الطائرة الأوكرانية بصواريخ الحرس الثوري جرى بسبب سلسلة من الأخطاء البشرية، وبعد مرور عام على الحادث ذكر أن القضية ستحال إلى المحكمة العسكرية قريبًا وسيتم تقديم المتهمين للمحاكمة.