محاكمة المسؤول الإيراني السابق حميد نوري: الإعدام مصير المحتجين على تردي الأوضاع في السجن
بدأت اليوم، الخميس 16 سبتمبر (أيلول)، في العاصمة السويدية ستوكهولم الجلسة السادسة عشرة لمحاكمة حميد نوري، المدعي العام السابق لسجن كوهردشت في كرج، غربي طهران، والمتهم بالمشاركة في إعدامات جماعية للسجناء السياسيين عام 1988، حيث تضمنت الجلسة شهادة مهدي إسحاقي.
وأعلن إسحاقي، وهو سجين سياسي سابق نجا من إعدام محكمة ثورية في الثمانينات، أنه تعرف على حميد نوري، وأشار إلى أنه اعتُقل عام 1982، عندما كان طالبًا في السنة الرابعة بالمرحلة الثانوية، وأفرج عنه بعد 10 سنوات.
يذكر أن حميد نوري، المعروف باسم حميد عباسي، تم اعتقاله فور وصوله إلى مطار ستوكهولم في 9 نوفمبر (تشرين الثاني) 2019، على متن رحلة جوية مباشرة من إيران.
وأدلى شقيقه محسن إسحاقي بشهادته في الجلسة الرابعة عشرة بشأن تهم حميد نوري، ومن المقرر أن يدلي شقيقه الآخر، منوشهر، بشهادته في جلسات استماع لاحقة.
ووفقًا لتقارير على مواقع التواصل الاجتماعي، فإن السيد إسحاقي هو أحد الشهود الذين قدموا الحكم المكتوب لمحكمة الثورة إلى محكمة ستوكهولم، وقال إنه وضع هذا الحكم في حقيبته لسنوات واحتفظ به كدليل.
ووصف الأحكام المكتوبة التي قُدمت إلى السجناء بأنها "خطأ" ارتكبته محكمة الثورة في وقت سابق، وحاولت فيما بعد استعادتها من السجناء.
وقال إسحاقي، في شهادته اليوم، إنه تم نقله من سجن غزل حصار إلى سجن كوهردشت، واصفا إياه بأنه سجن "مغلق" حيث "لا توجد أي فتحة للسجين في زنزانته، وهناك مساحة محدودة في السجن للتهوية، وحتى الغراب قد لا يمر فوق رأسه".
وأشار هذا السجين السياسي إلى احتجاجات عدد من السجناء على الوضع في سجن كوهردشت، قائلًا إن محمد مقيسه الملقب بناصريان رد بالقول: "كل من لديه احتجاج فليخرج".
ومضى السيد إسحاقي قائلًا إن حوالي 65 شخصًا خرجوا ووقفوا في الطابور، وقد أُعدم الكثير منهم.
يذكر أن محمد مقيسه هو أحد قضاة النظام الإيراني سيئ السمعة، والمعروف بإصدار أحكام الإعدام والسجن لفترات طويلة للنشطاء المدنيين والسياسيين.
وفي وصف محاكمته، قال إسحاقي أيضًا إنه بعد دخول قاعة المحكمة معصوب العينين، كان محمد مقيسه حاضرًا، ووجهت إليه أسئلة، كما هو الحال أثناء الاستجواب، بما في ذلك: منذ متى أصبحت "منافقًا"؟.
يقول إسحاقي إنه عندما قال ردًا على هذا السؤال إنه لم يكن أبدًا "منافقًا"، قال شخص آخر كان حاضرًا في الاجتماع: "هؤلاء ليسوا منافقين، إنهم كلاب منافقون".
وفي أدبيات النظام الإيراني، يُشار إلى أعضاء منظمة مجاهدي خلق الإيرانية بـ"المنافقين".
وأضاف السجين السياسي عن استمرار عملية المحاكمة أنه بعد أن تعهد شفهيًا بكتابة خطاب التوبة، وفي حال طلب المحكمة يوافق على إجراء مقابلة مع مسجد الحي، وجميع الأحياء والإذاعة والتلفزيون، وأعطوه كتاب التوبة ليوقع عليه.
كما قال إسحاقي عن حميد نوري أنه رآه في "ممر الموت"، وقال إن ناصريان جاء مع نوري لأول مرة وقدمه للسجناء كأحد المسؤولين في القضاء.
من ناحية أخرى، يزعم محامي حميد نوري أن موكله كان في إجازة وقت تنفيذ الإعدامات في أغسطس (آب) وسبتمبر( أيلول) 1988 بسبب ولادة ابنه، فيما نفى نوري جميع التهم الموجهة إليه.
في غضون ذلك، وصف المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية سعيد خطيب زاده، في 23 أغسطس، محاكمة نوري بأنها "مؤامرة من قبل مجموعة المنافقين"، مدعيًا أن المحكمة السويدية "اعتمدت على سلسلة من القصص والوثائق المزورة والشهادات التي قدمتها مجموعة واحدة".